Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 22-23)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وعليْها وعلَى الفُلْك تُحملونَ } يحملكم الله مع ما معكم من متاع التجر ، أو غيره ، عليها فى الجملة ، لأن الحمل على الابل لا على الغنم ، وقل على البقر ، ويجوز عود المجرور بعلى الى الأنعام مراداً به الابل ، لأنها المعتاد فى الحمل على الاستخدام ، وفى قرنها بالفلك مناسبة لأنها سفائن البر ، قال ذو الرمة : @ سفينة بر تحت خدى زمامها ولا تفسر من اول بالإبل @@ لأن المقام لتذكير النعم امتنانا ، فلا يخل بالغنم والبقر بعدم إرادتهما مع كثرة منافعهما ، وخوَّف الله عز وجل قريشاً على تكذيبهم بما وقع للأمم قبلهم ، إذ كذبوا ، وبدأ بنوح لأنه أول من أهلك الله قومه للتكذيب ، وليناسب ذكر سفينته ذكر الفلك فى هذه الآية فقال : { ولقدْ أرسلنا نُوحاً } الى من فى زمانه كلهم ، وزعم بعض قومنا أن رسالته غير عامة ، واحتج بقوله : { إلى قومه } وأجيب بأن المراد بقومه أهل زمانه ، بدليل أغرقوا جميعاً ، وما كان الله ليغرق ناساً بلا ارسال اليهم { فقال يا قوم اعبدوا الله } وحده لقوله : { لا تعبدوا إلاَّ الله } [ هود : 26 ] ولأن عبادة غيره معه إبطال لعبادته ، فليس بمعبود فلائق أن يقال : اعبدوه ، وأكد ذلك أو علله بقوله : { ما لَكُم من إلهٍ غيرهُ } نعت لاله المقدر الرفع على الابتداء ، أو الفاعليه للكم ، ومن صلة { أفلا تتَّقُون } أتعرفون الله أنه الإله القادر على كل شىء ، حتى إن آلهتكم مخلوقة له ، فلا تتقون عذابه ، أو أتشكرون به فلا تتقون عذابه ، وليس المقام محلا للامتنان بالنعم ، فضلا عن أن يقدر أفلا تتقون زوال النعم .