Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 32-33)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فأرسلنا فيهم } قال فيهم ، لأنه نشأ فيهم كما قال : " كذلك أرسلنا فى أمة " { رسولاً منْهُم } هوداً لقوله تعالى : { واذكروا إذ جعَلكم خلفاء من بعد قوم نوح } [ الأعراف : 59 ] ولمجىء قصتهم بعد قصة قوم نوح فى سائر السور ، وقيل : القوم الآخرون قوم صالح ، والرسول صالح لقوله : { فأخذتهم الصيحة } [ المؤمنون : 41 ] وهم المهلكون بالصيحة ، وقوم هود أهلكوا بريح ، وأجيب بأن جبريل صاح عليهم منها : { أن اعْبُدوا الله ما لَكُم من إلهٍ غيرُهُ أفلا تتقون * وقال الملأ من قومه الذين كَفَرُوا وكذّبوا بلقاء الآخرة } بالبعث ، أو بحساب الآخرة أو بالحياة الثانية ، وذكر الأولى فى قوله تعالى : { أنشأنا } [ المؤمنون : 42 ] وقدم من قومه على النعت لطول الفصل ، لو أخره عنه ، وعما فى حيزه ولئلا يفصل بين المتعاطفين لو جىء به بعد الآخرة ، وليس الذين نعتا لقومه لقوله تعالى : { وأترفْنَاهم فى الحياة الدنيا } والمعروف نسبة الإتراف للملأ للقوم ، وقد يقال : لا نخص الإتراف ، وأيضاً قد لا نعطف أترفناهم بل نجعله حالا للملأ ، أو لواو كفروا ، وهذا أبلغ فى الذم ، إذ وصفهم بالكفر فى مقابلة الاحسان ، إلا أن الحال ضعيف لعدم وجود قد قبل أترفنا . { ما هذا } هود أو صالح على ما مر { إلاَّ بشرٌ مثْلُكم } وقرروا المماثلة بما ذكر الله عز وجل عنهم بقوله : { يأكل مما تأكلون } من جنس ما تأكلون { منه ويشربُ مما تشربون } من جنس ما تشربون منه .