Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 47-47)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فقالوا } فيما بينهم مناصحة ، العطف على استكبروا { أنؤمن لبشرين } ثنى تلويحاً الى قلتهما وانفرادهما عن قومهما ، وإلا فالبشر يطلق على الواحد فصاعداً { مِثْلنا } لم يقل مثلينا كما قال : " ترونهم مثليهم " لأنه فى الأصل مصدر فأفرد تلويحاً إلى شدة التماثل ، حتى كأنهم البشرين واحد { وقومَهُما } بنو إسرائيل { لنا } لا لهما ، أو قدم للفاصلة { عابدون } خادمون وعمل الأجر والبناء ، وغير ذلك . أو عابدون لكبيرنا فرعون ، كما يعبد الله ، توهموا ذلك ، ولو لم يدع ذلك كعادته فى عدم إظهار ما يبطن حتى إنه عارف بوجود الله ، وأنه المعبود ، وخالف ذلك ، والجملة حال من ضمير نؤمن ، وحط لمرتبتهما عن مرتبة الرسالة بكون قومهما خدمة لهم ، ولا يدرون أن مناط الرسالة صفاء القلوب بالنعوت العلية من البشر لا عظم الشأن الدنيوى كما قالت قريش : { لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم } [ الزخرف : 31 ] ولا تمنعها البشرية ، وقد يحتمل أن يريدوا أنهما لو كانا بشرين وخالفهم بشىء من بدنهما لا يماثلانهم فيه لآمنوا ، وهم كاذبون إذ لم يؤمنوا بالعصا ونحوها .