Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 53-53)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فتقطَّعُوا } بسبب كفرهم ، والواو للأمة بمعنى الجماعة ، أو للمضاف اليها المقدر إن كان بمعنى الملة ، والتفعل للمبالغة ، والأصل قطعوا بالتخفيف ، أو قطعوا بالشد للمبالغة ، وزيدت التاء لزيادة المبالغة أو الأمة ، أو لا الملة ، وضميرها الجماعة على الاستخدام { أمرهم } أمر دينهم مفعول به { بينهم زبراً } قطعاً فصار أدياناً مختلفة ، والواجب أن يكون توحيداً حال من أَمر أو من الواو ، أَو مفعول ثان لتضمن تقطعوا معنى صيروا ، والمفرد زبور بمعنى فرقة أو كتاب ، أى كتباً كانهم كتبوا أديانهم . { كل حزبٍ } من أولئك المتقطعين { بما لديهم } من الأمر الذى اختاروه { فرحون } معجبون به أخطأو ا واعتقدوا خطأهم صواباً ، وذلك أقبح شىء ، ودخل بالمعنى فى الآية كل مذهب زائغ ، وإنما يقبل الله المذهب الخالى عن البدعة ، وقد كان الناس لا يعرفون إلا القرآن والسنة والاجماع والاجتهاد ، لمن تأهل له ، ثم كانت المذاهب والتقليد ، وإنما ظهر بعضها فى آخر القرن الثانى ، فإن عمر مالك عام واحد ، حين مات إمامنا جابر بن زيد ، إذ مات عام ستة وتسعين ، ومالك ولد عام خمسة وتسعين ، ومات عام مائة وتسع وسبعين ، وعمر أبى حنيفة حين مات جابر خمسة عشر عاماً ، لأنه ولد عام ثمانين من الهجرة ، ومات عام مائة وخمسين ، ولا وجود للشافعى وأحمد فى زمان جابر ، لأن الشافعى ولد سنة مائة وخمسين ، ومات سنة أربع ومائتين ، وأحمد سنة مائة وأربع وستين ، ومات عام مائتين وواحد وأربعين . وما ظهر مذهب مالك فى المغرب إلا سنة أربع مائة وخمسين بعد دخول العرب المغرب ، وقبل ذلك كان مذهبه فى الحجاز ، وانتشر مذهب الأوزاعى فى أواسط المائة السادسة الى أندلس ، ودخل من أهل مذهب مالك أندلس يحيى بن يحيى ، ويحيى بن بكر ، وفرغوس ولم يعبأ بهم أحد إلا المرابطون ، وأحكامه مهجورة فى اندلس ، وقد هرب الشافعى الى مصر خوفاً على القتل ، او العذاب ، وقيد المأمون أحمد وضربه حتى غاب عقله ، ومات فى سجنه ، فقل ذلك بهم لقولهم بالرؤية ، وقدم القرآن فأين الاتفاق على هؤلاء الأربعة . وقيل فى أمته هؤلاء الأربعة غير ما مر ، وقد بينه العلامة الشيخ عبدة الحق ودخل تونس ، وأمرهم أن يسألوا الفقير صاحب هذا التفسير فى كل ما أشكل ، وكذا عالم قبله مثله مصرى وسبب يمل علماء مصر إلى مع تخالف المذهب ، وتباعد البلاد ، أنه أشكلت عليهم مسألة فى الربا ، وأرسلوا الىَّ سؤالا فى مضاب ، وجادلهم إنكليزى ، وأرسلوا الىَّ سؤالا فأجبت لهم بما استحسنوا ، وأيضاً اطلعوا على شروح النيل وغيره مما طبع فى مصر من تأليفى وقيل : أدرك مالك البلوغ فى زمان جابر .