Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 75-75)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ولو رحمناهم } فعلنا مقدمات الكشف فى قوله : { وكَشفنا } أو الرحمة الكشف ، فسترت به { ما بهم منْ ضر } وهو تعذيبهم بالقتل ، والافضاء بهم الى عذاب الآخرة فى قبورهم ، بإرجاعهم الى الدنيا { للجُّوا } تمادوا { فى طغيانهم } هو الاشراك بالله سبحانه وتعالى ، وعداه رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين . { يعْمهُون } حال مترددين فى الضَّلال ، او يراد بالضر ما هم فيه من شدة الخوف من القتل والسبى بعد بعد ، ولا يجوز تفسيره بالجوع فى سبع سنين ، ولا بالجوع الذى أصابهم بمنع تمامه عنهم ميرة اليمامة ، لأن لو للنفى ، والجوع زال . كان صلى الله عليه وسلم يصلى عند البيت ، فألقى عليه سلاء جزور حال سجوده ، فدعا عليهم بالقحط سبع سنين كسنى يوسف ، وفى ذلك قيل بعد بدر : @ سلوا عنهم يوم السلا إذ تضاحكوا فصار بكاء عاجلا لا يؤجل @@ ومكث شهرا بعد الهجرة يدعو بعد رفع رأسه من الركعة الثانية من الفجر ، بعد سمع الله لمن حمده : اللهم أنج الوليد بن الوليد ، وسلمة ابن هشام ، وعياش بن أبى ربيعة ، والمستضعفين بمكة ، اللهم اشدد وطأتك الخ ، وقد يفعل ذلك بعد الرفع من ركوع الركعة الأخيرة من العشاء . وأسرت سرية محمد بن مسلمة ثمامة بن أثال ، وأسلم بعد ثلاثة أيام ، وخرج معتمراً ، ولبى فى بطن مكة ، وهو أول من دخلها ملبياً ، ولذا قال بعض قومه ، وهم بنو حنيفة : @ ومنا الذى لبى بمكة معلناً برغم أبى سفيان فى الأشهر الحرم @@ فزجرته قريش على إسلامه فأجابهم : بأن دين محمد خير دين صلى الله عليه وسلم . وقال : والله لا تصل إليكم حبة من اليمامة حتى يأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فضرهم الجوع حتى أكلوا العلهز ، فكتبوا اليه صلى الله عليه وسلم : ألست تزعم أنك بعثت رحمة للعالمين ، وقد قتلت الآباء بالسيف والأبناء بالجوع ، إنك تأمر بصلة الرحم ، وقد قطعت أرحامنا . فكتب صلى الله عليه وسلم الى ثمامة رضى الله عنه : " خل بين قومى وميرتهم " ففعل ، وقيل جاءه أبو سفيان فقال ذلك ، ويجمع بأنهم كتبوا وجاء بكتابهم .