Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 40-40)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ولقد أتَوْا } أى قريش فى سفرهم الى الشام للتجر ، وعدى بعلى فى قوله : { على القرية } ، لأن المعنى وقعت أبصارهم عليه إذ بقى أثرها أو كقولك مرّ على كذا ، وهى القرية العظمى من قرى قوم لوط المهلكة ، ومن أربع ، سميت سدوم باسم قاضيها سدوم الذى يضرب به المثل فى الجور ولم تهلك الخامسة زغر لأنها لم تعمل عملهن { التى أُمْطرت مَطَر السُّوْء } اسم مصدر أى أمطار السوء كاغتسل غسلاً ، وهذا أولى من جعله اسماً لما أمطروا به على معنى أعطيت مطر السوء ، وأمطر استعارة تصريحية تبعية لضربوا بالحجارة من جهة السماء ضربا شبيهاً بانزال المطر . { أفلم يكونوا يَروْنها } ألم يكونوا ينظرون اليها ، فلم يكونوا يرونها ، فلا نظر اليها ، ولا رؤية أو أكانوا ينظرون اليها فلا يرونها كأنهم لم ينظروا اليها ، وأقحم يكونوا دلالة على التكرار ، ولم يقل ولقد يأتون أو لقد كانوا يأتون تلويحاً الى أن المرور الواحد عليها يكفى زجراً ، مع أن ذكره هنا دليل عليه هناك { بَلْ كانوا لا يرْجون نشوراً } إضراب إبطال نفى به انتفاء رؤيتهم المتكررة أى بل تكررت رؤيتهم ، ولكن لم ينزجروا لانكارهم البعث فضلا عن أن يعاقبوا بعده أو لانكارهم أن يكون اهلاكهم لكفرهم ، بل هلكوا اتفاقاً ، والرجاء هنا مطلق التوقع استعمالا للمفيد فى المطلق ، أو بمعنى الخوف كما مر ، أو على ظاهره أى لا يرجعون رجاء كرجاء المسلمين الخير بالنشور لانكارهم النشور ، فلم يعملوا له .