Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 48-48)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وهو الَّذى أرْسل الرياحَ } من هنا ومن هنا كما قال صلى الله عليه وسلم : " اللهم اجعلها رياحاً لا ريحاً " وريح العذاب تأتى واحدة ولا تفرد فى القرآن إلا للشر { بشراً } جمع نُشور بفتح النون كرسول ورسل ، والمعنى ناشرات للسحاب من النشر بمعنى البعث { بيْن يَدَى رحْمتِه } متقدمة على رحمته التى هى مطره الجائى بعد الرياح ، سمى رحمة تجوزاً إرسالياً الأصل مرحوماً به ، أى منعماً به ، وهو الماء ، وشبه المطر بنحو سلطان يتقدم بين يديه خاصته أو أعوانه ، واستعير لفظ سلطان له على الكناية ، وذكر بين يدى قرينه ، ويجوز أن يكون الكلام استعارة تمثيلية . { وأنْزلنَا } تكلماً بعد غيبة إظهار لكمال العناية { منَ السَّماءِ } احدى السبع ، والله قادرا أو السحاب أو جهة العلو ، وقد قيل : إن فى الهواء بحر ماء عذب { ماءً طَهُوراً } آلة للطهارة كالوضوء بفتح الواو للماء الذى يتوضأ به ، والغسول بفتح الغين لما يغسل به ، والسحور بفتح السين لما يتسحر به ، والفطور بفتح الفاء لما يفطر به ، والوقود لما يوقد به ، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " التراب طهور " بفتح الطاء أى آلة لرفع الأحداث بالتيمم ومزيل للأنجاس بالحك به ، وهو باق جلى أصله من اللزوم ، وليس بمعنى التطهير او الطهارة ، بل بمعنى ما يفعل به ذلك ، وليس صفة مبالغة كضروب ، ولا يكفى أن يقال : إنه طاهر جداً ، حتى أنه مطهر لغيره ، وليس كل طاهر جداً مطهراً لغيره ، وأيضا يوهم التعدى ، واللازم لا يكون متعدياً بكنه على وزن فعول ، وليس فعول من التفعيل فى شىء ، وقياسه على ما هو متعد كقطوع ومنوع غير سديد ، وبناء فعول للمبالغة مع بقاءه على اللزوم إن كان فعله لازماً .