Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 4-4)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وقال الَّذينَ كَفَروا } كفار قريش ، وسائر العرب ، كالنضر بن الحارث ، وعبد الله بن أمية ، ونوفل بن خويلد { إنْ هذا } أى القرآن وسائر ما يقوله صلى الله عليه وسلم من الوحى ، وفى إشارة القرب تحقير { إلاَّ إفك } كذب محتال فيه { افتراه } محمد صلى الله عليه وسلم ، وليس من الله { وأعانَهُ } أعان محمداً { عليه } أى على هذا ، أو على الإفك ، أو على افترائه { قومٌ آخرون } اليهوديون نسباً أو ديانة ، بمعنى أنهم يخبرونه بما مضى ، وذكر فى التوراة ، فيقول به : إنه من الله عليه ، كما قيل إن عداسا وعائشا مولى حويطب بن عبد العزى ، ويسارا مولى العلاء بن الحضرمى ، وجبرا مولى عامر ، وأبا فكيهة الرومى ، قرءوا التوراة وأسلموا ، وجالسوه صلى الله عليه وسلم ، فتوهم مشركو العرب أو تعمدوا أن ما يقوله صلى الله عليه وسلم منهم لا وحى من الله ، كيف يتلقى أفصح العرب صلى الله عليه وسلم كلاما من العجم الذين لا يعرفون كلام العرب ، كما قال الله عز وجل : { لسان الذى يلحدون إليه أعجمى وهذا لسان عربى مبين } [ النحل : 103 ] فهو لا يفهم كلامهم ، فيترجمه بالعربية ، ولا ينافى كونهم مؤمنين لفظ آخرون ، لأن كلا استحق اسم القوم ، فذلك قوم ، وهذا قوم . { فقد جاءوا ظُلماً } مفعول به تقول : جئته أى حضرته ووصلته ، قال الله تعالى : { فلما جاءهم } [ الصف : 6 ] ولا حاجة الى تقدير الباء ، ولا الى جعله حالا أى ظالمين أو ذوى ظلم أو مبالغة ، والتنكير فيه وفى قوله : { وزوراً } للتعظيم ، إذ جعلوا عين الحق الذى لا احتمال فيه ، ويدركه كل عاقل إلا من عاند باطلا ظلموا بذلك أنفسهم ، والنبى صلى الله عليه وسلم والمؤمنين والقرآن والاسلام ، وجعلوه كذبا ، والكذب زور لميله عن الحق ، والزور الميل ، والفاء للترتيب الذكرى ، أو على معنى أنه بعد قولهم ذلك يذكرون بأنهم جاءوا ظلماً وزوراً ، ويضعف أن يكون ضمير جاءوا للقوم الآخرين ، وأنه من كلام الكفرة ، أى جاء المعينون له ظلماً وزورا باعانتهم محمداً صلى الله عليه وسلم .