Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 50-50)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ولقد صرفناه } حولنا أحواله وأوقاته وأنواعه من وابل وطل ورذاذ ونحوها { بينَهم } بذلك ، وبالقلة والكثرة ، وعن ابن عباس رضى الله عنهما فى معنى التصريف ما من عام بأقل مطراً من عام ، ولكن الله يصرفه حيث يشاء ، ولفظ ابن مسعود : ليست سنة امطر من سنة لكن الله تعالى قسم هذه الأرزاق فجعلها فى هذه السماء الدنيا فى هذا القطر ، أى المطر ينزل منه كل سنة بكيل معلوم ووزون معلوم ، واذا عمل قوم بالمعاصى حول الله ذلك الى غيرهم ، واذا عصوا جميعاً صرف الله تعالى ذلك الى البحار والفيافى ، وقيل التصريف فى الآية للريح . { ليذكَّروا } يتذكروا ابدلت التاء ذالا ، وأدغمت فى الذال ، والمعنى ليحضرهم ما نسوا من العيرة ، إذ كان قد سبق لهم شىء ، ولا يخلون منه أو غفلوا عنه أو جهلوه ، { فأبى أكثر الناس إلاَّ كفوراً } للنعم بفعل المعاصى ومعاصى المشركين كلها كبائر ، ولا صغيرة لهم تغفر لاصرارهم ، ولو تفاوتت معاصيهم ، ومن كفرهم قولهم مطرنا بنوه نجم كذا ، معتقدين ان النجم مستقل بالأمطار اوله تأثير فيه ولا مؤثر على الحقيقة إلا الله ، ومن قال : مطرنا بنوء كذا ونوى ان الله هو الخالق للمطر ونزوله عند نجم كذا ، ولا أثر للنجم فيه فلا إشراك ولا معصية ، إلا أن أوهم أحدا فنفاق ، ويكره وإن لم يوهم ، ولا كفر أيضاً ، اعتقد ان الله خلق عند فلك أو نجم سبباً للمطر ، وأن الله هو مسببه ، ويجوز عود هاء صرفناه الى القرآن ، ألا ترى الى قوله : { وجاهدهم به } والى ان التذكر به أنسب ، وفيه أيضاً ذكر دلائل المخلوقات ، إلا أن قوله بينهم أنسبه بغير القرآن ، ويبعد عوده الى ذكر انشاء السحاب ، وإنزال المطر ، كرر ذكر ذلك للأمم ، فتكون هاء بينهم وواو يذكروا للناس كلهم الأمة ومن قبلها .