Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 58-58)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وتوكَّلْ } فى الاستغناء عن أجورهم : ودفع ضررهم { على الحىّ الذى لا يمُوتُ } فهو الذى هو أحق بالتوكل عليه ، لدوامه مع الغنى والقدرة ، وفى التوراة : لا توكل على ابن آدم فان ابن آدم ليس له قوام ، ولكن توكل على الحى الذى لا يموت ، قال بعض السلف : لا يصح لذى عقل أن يثق بعد هذه الآية بمخلوق { وسَبِّحْ } نزه الله عز وجل بصفاته عن صفات الخلق ، والنقص لجلاله ، وليزيدك النعم على الشكر { بحَمْده } ثابتا مع حمده ، والتسبيح تخلية ، والحمد تحلية ، ولذا أَخره ولم يقل أَحمده بتسبيحه ، ولم يقل وبحمده سبحه ، وأحاديث ثواب التسبيح كثيرة ، ومنها : " من قال سبحان الله وبحمده غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر " { وكَفَى به } الهاء فاعل كفى ، والباء صلة ، أى كفى هو أى الله { بذُنوب عِبادِه } متعلق بقوله : { خبيراً } ظاهرها وباطنها ، كما دلت عليه إضافة الذنوب للجمع المؤذنة بالعموم على ما قيل ، وفيه أنها كالاضافة الى المفرد إلا أن فيها ذنب هذا وذنب هذا . فإذا قلت : بذنوب فلان ، فهى أيضاً ذنوبه كلها ، فكلتاهما للعموم ، ولا دليل على خروج الذنب الباطن ، فهو داخل كما دلت عليه الآيات ، والدليل وقوله : { خبيراً } لأن الخبرة متبادرة فى البواطن ، فالظواهر أولى ، ولكنها عند الله سواء فهو يجازيهم على الباطن والظاهر ، وخبيراً حال ، والآية تسلية له صلى الله عليه وسلم ، وتهديد للكفار .