Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 7-8)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وقالُوا مال هذا الرّسول يأكُل الطعام } الخ يأكل كما نأكل ، ويدخل السوق لشأنه كما ندخلها ، والنبى لا يأكل ولا يدخلها ، هذا جهل منهم ، ويحتمل الكنايةعن أن الرسول ملك لا يأكل ، ويدخل السوق للكسب ، وأنت تدخلها وتأكل ، فلست رسولاً . بعث نبيه ومنبه ابنا الحجاج والعاصى بن وائل ، وأمية بن خلف ، وعبد الله بن أبى أمية ، وأبو جهل بن هشام ، والوليد بن المغيرة ، وزمعة ابن الأسود ، والأسود بن المطلب ، وأبو البحترى ، والنضر بن الحارث ، وأبو سفيان بن حرب ، وعتبة وشيبة أبنا ربيعة ، الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءهم فقالوا : إن طلبت مالا بهذا الحديث جمعناه لك ، أو شرفا سوَّدناك ، أو ملكاً ملَّكناك ، أو سحرت أو تبعك جنى داويناك . فقال صلى الله عليه وسلم : " لا أطلب شيئاً من ذلك ، ولكن الله بعثنى إليكم رسولاً ، وأنزل علىّ كتاباً ، وأمرنى أن أكون لكم بشيراً ونذيراً ، فبلغت رسالة ربِّى ، ونصحت لكم ، فإن قبلتم فهو حظكم دنْيا وأخرى ، وإلاَّ أصبر لأمر الله حتى يحكم الله عز وجل بينى وبينكم " . قالوا : فسل ربك أن يبعث معك ملكاً يصدقك ، وأن يجعل لك جناناً وقصوراً من ذهب وفضة ، فلا تلتمس المعاش بالأسواق وغيرها كما نراك . فقال : " لا أساله ذلك إذ لم يأمرنى به " واللام فى الخط مفصولة فى الامام ، وهى حرف جر ، وتتبعت خط القرآن فوجدت فيه تنبيهاً فى مواضع على الأصل المهجور ، ولام الجر كلمة على حدة أصلها أن تكتب مفصولة ، وعنوا بالاشارة والاستفهام ، والرسول التهكم ويأكل حال من الرسول ، وناصبة ثبت ، أو الرسول ، وناصبة ثبت ، أو الرسول لنيابته عنه . { ويمْشِى فى الأسْواق } لمعيشته ، نقول : صدقهم الله فى انه يدخلها كما صدقوا فى أنه يأكل ، فيجوز للأئمة والعلماء والصلحاء دخول الأسواق لحوائجهم ، فان رأو منكراً غيروه ، وأمروا بالمعروف ، فان خافوا المداراة فى البيع والشراء فلا يلوهما { لَوْلا أنْزِلَ اليه مَلكٌ فيكونَ مَعه نَذِيراً } تحضيض بحسب اللفظ للملك ، أن ينزل الله وله صلى الله عليه وسلم بحسب المعنى أن يجتهد فى طلب نزول ملك اليه ، وكذا فى قوله : { أو يلقى اليه كَنزٌ أو تكونُ له جَنَّة } بستان { يأكل منها } تحضيض لله عز وجل ، أن يلقى اليه كَنزاً تعالى عن أن يحضضه غيره ، وعن هذه العبارة وتحضيض للجنة أن تكون له ، وفى المعنى تحضيض له صلى الله عليه وسلم أن يسعى فى طلب أن يلقى الله اليه كنزاً أو يعطى له جَنَّة ليستغنى عن دخول الأسواق ، والمراد بيلقى اليه يخرج اليه ، وعبر به لمناسبة أنزل ، لأن الكنز فى الأرض ، ويجوز أن يراد بالكنز مال أخفاه الله فى السماء له ، أو فى الجو ، أو حيث شاء الله من العلويات ، وكان بالمضارع ، وكذا كون الجنة للتكرير ، أى يلقى اليه كنز بعد كنز ما دام حيا ، وتكون له جنة بعد أخرى على طول السنة ، كلما فنيت ثمار جنة كانت له أخرى ، تشتمل على الثمار فى كل يوم ، أو عبر بالماضى أولا لأنه تثبت رسالته بملك يلازمه ، وتتم أولا به ، ويستقبل المعاش بعد ذلك . { وقال } للمؤمنين { الظَّالمون } الأصل وقالوا ، فوضع الظاهر موضع المضمر ليصفهم بالظلم الذى هو أوخم سوء وأقبحه ، إذ نسبوا الى الكذب من هو أبعد خلق الله عنه ، وإذ نفوا الرسالة بمجرد دخول السوق والأكل ، ويجوز أن يكون الظاهر على أصله على معنى ، وقال الكاملون فى الظلم { إن تتَّبعون إلا رجُلاً مسْحوراً } فعل به ما اختل به عقله ، فكان يدعى ما ليس له من الرسالة ، أو أصيب سحره أى رئته ، فاختل عقله كما يقال : ركبته بفتح الكاف أصبت ركبته ، ورأسته أصبت رأسه من الاشتقاق من اسم العين ، أو مغذى بالطعام والشراب أى مطعماً فهو يأكل ويشرب مثلنا .