Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 4-4)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إنْ نَشَأ } إنزال مضطر لهم على الايمان ، قاهر لهم ، بحيث لا ينفعهم إيمانهم ، أو إن نشأ إيمانهم ، والأول أولى ، لأن الأصل أن يقدر مفعول المشيئة بعد الشرط من جنس الجواب { نُنزِّل عليْهم مِن السَّماء آية } ملجئة لهم الى الايمان كنتق الجبل أن لم يؤمنوا ، اوقع عليهم ، { فظلت أعناقهم لَهَا خاضعين } أعناقهم أشرافهم وعظماؤهم ، كما يقال لهم رءوس وصدور ، فأولى غيرهم ، وقيل : جماعتهم على أن العنق يطلق على الجماعة مطلقا ، وقيل : إن كانت معظمة ، أو الأعناق على ظاهره لكن أخبر عنه بجمع السالم ، كأنها ذكور عاقلون ، اكتسابا للتذكير والعقل من المضاف اليه ، كما يكتسب المضاف التذكير من المضاف اليه ، أو لتأنيث ، أو الأصل ظلوا خاضعين فأقحم لفظ أعناق بين ظل ، والواو كاللفظ الزائد وليس بزائد ، وذلك بيان محل الخضوع وهو العنق ، لأنه يظهر بالعنق وأجاز بعضهم زيادة الأسماء ، وبعد الاقحام روعى ما يناسب لفظ الأعماق ، وهو تاء التأنيث ، والاتيان بضمير الجر مكان الواو . وروعى ما قبل الاقحام فى خاضعين ، وحكمة ذلك أن الخضوع يتبين حسا فى ميل الأعناق ، ويبعد ان يجعل خاضعين حالا من الهاء ، لأن المضاف هنا جزء المضاف اليه فيقدر لظلت خبر أى خاضعة ، فيقدر لظلت خبر أى خاضعة ، وعطف ظلت وهو ماض على ننزل وهو مضارع ، لأنه كأنه جواب ، إذ عطف على الجواب ، والجواب للاستقبال ، ولو كان ماضيا ولا يحتاج مع هذا أن تقول : هو مستقبل بالتأويل ، وعلى كل حال عدل عن تظل إيذانا بحصول الوقوع تقديراً ، أو عدل عن نزلنا الى ننزل ليكون التنزيل كالحاضر المشاهد .