Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 63-63)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فأوحينا إلى مُوسى أن اضْربْ بعَصَاك البَحْر } القلزم لا أسافا بحرا وراء مصر فيما قيل ، ولا النيل على الصحيح ، وهذا الايحاء الكريم كان بعد وصول موسى عليه السلام البحر ، قال مؤمن آل فرعون : يا رسول الله أين أمرت وهذا البحر أمامنا ، وفرعون وراءنا ؟ فقال : أمرت بالبحر ، فاقتحم البحر ، وكذا فعل آخرون فغشيهم الماء ولم يضرهم ، ولما انفلق البحر حصلوا فى طريق ولم يتلوا بالماء هم ولا أفراسهم ، وما عليها ، والمشهور أن ذلك للمؤمن ويوشع ، ولم يقدر أفراس غيرهم على الاقتحام ، وكذا يوشع قال ما قال مؤمن آل فرعون ، وقيل أجرى فرسه على الماء ، ولم يبلهم الماء . وروى أنه لما انتهى موسى عليه السلام الى البحر ، وقيل عند الانفلاق ، قال اللهم لك الحمد وإليك المشتكى ، وإليك المستغاث ، وأنت المستعان ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم ، وعن محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام : أن موسى لما انتهى الى البحر قال : يا من كان قبل كل شىء ، والمكون لكل شىء ، والكائن بعد كل شىء ، اجعل لنا مخرجا ، فأوحى الله إليه : { أن اضرب بعصاك البحر } . وروى أن الله عز وجل أوحى الى موسى أن اجمع أهل كل أربعة فى بيت واذبحوا أولاد الضأن ، واضربوا بدمائها على أبوابكم ، فانى سامر الملائكة بقتل أبكار آل فرعون من أنفسهم ، وآمرهم أن لا يدخلوا بيتا على بابه دم ، واخبزوا فطيرا فانه أسرع ، وأسر الى البحر فانه يأتيك امرى ، وقالوا لقوم فرعون لنا فى هذه الليلة عيد ، فاستعاروا حليهم ، فذهبوا به ، فقال فرعون قتلوا ابكارنا وأخذوا أموالنا . { فانْفَلق } مضرب فانفلق بعد أن قال له بأمر الله له : انفلق يا أبا خالد ، ويحكى أنه قال انفلق يا أبا خالد ، فقال : لا أنفلق لك يا موسى ، أنا أقدم منك خلقا ، وأعظم ، فأوحى الله إليه : { أن اضرب بعصاك البحر } فضرب فانفلق ، ويقال عن ابن مسعود انه قال : لقد تعاظمت يا موسى ، وهل انفرقت لآدمى ، فأوحى الله تعالى : { أن اضرب } الخ ، وعن أبى الدرداء ، عنه صلى الله عليه وسلم : " أنه ضربه فصات ، ثم ضربه فانفلق وذلك ثلاث " وقيل : ضربه اثنتي عشرة عدد الطرق فيه للاسباط ، وذلك يحتاج الى تصحيح ، والمشهور لظاهر القرآن أنه ضربه مرة . { فكانَ كُلُّ فرقٍ } كل ماء متجامد منفصل عن الآخر ، وجملة الفرق ثلاثة عشر { كالطَّود } الجبل { العَظِيم } فى كل فرق كوات يتراءى منها بنوا إسرائيل مؤانسة ، وكانت الطرق بين الأطواد مقوسة ، فيرجعون فى الأرض التى دخلوا منها ، وهى غير نافذة الى البر خلف البحر ، وهذا هو الظاهر ، وإلا طالت المسافة جداً ، واحتاجوا الى الرجوع فى السفر الى أرض الشام ، وهى أرض واحدة ، لم يفرق بينهما بحر والشمس فى أرض الطرق ، وهى أرض طلعت فيه الشمس مرة واحدة .