Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 93-94)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ مِنْ دُونِ اللهِ هَل ينْصُرونكُم } عن هذه الجحيم الحاضرة التى رأيتم { أو ينْتَصرونَ } لأنفسهم بأن لا يدخلوها ، أو يحييون جواباً واحداً عن الاستفهامين ، ضلوا عنا فتدخلها الأصنام تعذيبا وتحزينا لهم لالها ، وقد قيل : أن يجعلها عاقلة تتكلم كما قال : { فكُبْكبُوا } بواو جماعة الذكور ، أى أصنامهم التى يعبدون كُبوا كبا شديد متكرراً ، وهو فعل بشد العين ، أبدلت الباء الثانية من كبب بشد الباء الأولى من جنس الفاء ، وقال جمهور البصريين : هو من كب بباء مشددة فزيد كاف كالكاف الأولى ، فوزنه فعفلة ، وعلى كل حال فى حروف كبكوا تكرير لفظى مناسب لما فى معناه من التكرير ، وهو الكب مرة بعد أخرى ، حتى يصلوا قعر النار { فيها } أى فى الجحيم { هم } أى الأصنام التى عبدوها { والغَاوُون } هؤلاء العابدون لها ذكرهم بالاسم الظاهر ، ليصرح بغوايتهم الموجبة للكبكبة ، وقيل : ان الواو وهم لعباد الأصنام المذكورين المسمين الغاوين قبل هذا ، والغاوون المذكورون هنا المضلون لهؤلاء بالأمر بالاشراك بالله ، وعبادة الأصنام ، ويبحث بأن هذا غير متبادر ، بل المتبادر ان الغاوين المذكورين أو لا عام ذكروا مرة ثانية بلفظ الغاوين ، وقيل : والواو وهم لمشركى العرب ، والغاوون بعد سائر المشركين وهو بعيد لا دليل عليه ، مع أنه لا يصح على جعل الكلام من ابراهيم عليه السلام ، وقيل : الضمير أن لمشركى الانس والغاوون الشياطين لأنهم يغوون الانس والأول أولى .