Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 23-23)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إنِّى وجدتُ امرأةً تمْلكُهم } تملك سبأ ، وهم قوم أو أهل سبأ تتصرف فيهم تصرف المالك للمال فى ماله بلقيس بكسر الباء معرب بلقيس بفتحها بنت شراحيل بن مالك بن ريان ، من نسل يعرب بن قحطان ، أو تسل تبع ، وقيل اسمها ليلى فان يصح فلعل بالقيس لقب ، وقيل أبوها السرح بن الهداهد ملك اليمن ، من أربعين أبا كلهم ملوك هو آخرهم ، ولا ولد له غيرها ، فغلبت على الملك بعده ، وقيل : عصاها قوم وملكوا رجلا أساء السيرة ، ويفجر بنساء رعيته ، ولم يقدروا على قتله ، فدعته للزواج مكراً به ، فأجاب وسقته الخمر ليلة جلبت ، فسكر فجزت رأسه ، وذهبت الى منزلها ، فأحضرت وزراءه فأرتهم رأسه وقالت : ملكوا غيره ، فقالوا : لا نملك سواك ، وجاء الحديث بأن أحد أبوى بلقيس جنى . ويقال : كان أبوها ملك اليمن ويقول لملوك الأطراف : لا كفؤ لى منكم ، أتزوج منه ، وكان كثير الصيد ، وكان يصيد الظباء فيتبين له أنها جن ، فيطلقها ، وظهر له ملك الجن ، وشكر له فعله ، واتخذه صديقاً ، وزوج له بنته ، وهى ريحانة بنت السكن ، فولدت له بلقيس ، وقيل رأى حية سوداء تغلبت على بيضاء ، فقتلها وحمل البيضاء ، وصب عليها الماء ، وأطلقها ورجع الى داره ، وقعد منفرداً ، فاذا شاب جميل فخاف فقال : لا تخف أنا الحية البيضاء ، وأما السوداء فعبد طغى قتل عدة منَّا فعرض عليه المال ، قال : لا حاجة لى فيه ولكن زوجنى بنتك ان كانت لك بنت ، ففعل فولدت له بلقيس . { وأوتيتْ مِن كُلِّ شىءٍ } المراد الكثرة لا حقيقة الكلية ، أو المراد من كل شىء يحتاج إليه الملوك { ولَها عَرْشٌ } سرير { عَظيمٌ } من ذهب ، قوائمه من جوهر ولؤلؤ مرصع بالزبرجد الأخضر ، والياقوت الأحمر ، طوله ثمانون ذراعاً ، وكذا عرضه على الأرض وارتفاعه ثمانون عليه سبعة أبيات بأبواب مقفلة ، وليس لسليمان مثلة ا ، ولو كان ملكه أضعاف ملكها ، يروى أن تحت يدها أربعمائة ملك ، مع كل ملك كورة ، وأربعة آلاف مقاتل ولها ثلاثمائة وزير يدبرون ملكها ، ولها اثنا عشر ألف قائد ، مع كل قائد اثنا عشر ألف مقاتل ، أخبر هدهد أرض بلقيس بذلك هدهد سليمان وقال له : هل أنت منطلق معى لترى ذلك ، وترى بلقيس ؟ وقيل : لها مائة مائة ملك مع كل ملك مائة الف مقاتل ، وعن ابن عباس : أهل مشروتها ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً ، تحت كل رجل عشرة آلاف ، وحضروا كلهم فى شأن كتاب الهدهد .