Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 10-10)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وأصْبَح فُؤاد } قلب { أم موسى فارغاً } من كل شىء ، وقيل خاليا من وحى الله تعالى إليها بنسيان وحيه تعالى إليها : { لا تخافى ولا تحزنى إنا رادُّوه إليك وجاعلُوه من المُرسلين } [ القصص : 7 ] وقال لها الشيطان : كرهت أن يقتله فرعون فيكون لك أجره ، وقتلته انت بالبحر ، ولما وصلها الخبر أن فرعون أصابه قالت : وقع فى يد عدوه الذى فررت منه ، واشتد ضيقها حتى نسيت الوحى ، وعلى كل حال المراد فارغا من كل شىء سوى موسى لعدم الصبر عنه ، وبدل على استثنائه قوله عز وجل : { إن كادت لتُبْدى به } تصرح بموسى وأولداه إذ رأته فى الموج ترفعه موجة وتحطه أخرى خوف الغرق ، وإذ اشتد عليها فراقه ، أو إذ سمعت بقبض فرعون له ، وقيل لما سمعت أنه ابن فرعون كادت تقول هو ابنى لا ابنه ، وقيل : كادت تقول : إنه أوحى الىَّ أن سيرد إلىّ وقيل : كادت تصرح به فرحا إذ سمعت ان فرعون تبناه ونجا من القتل ، وعدى تبدى بالباء لتضمن معنى تصرح ، ولا بعد فى جعل الباء حلة فى المفعول ، أى لتظهر موسى بالذكر ، وأنه ولدها ، ويبعد عود الهاء الى تبنيه ، إذ نجا به أو الى المذكور من الرد والجعل من المرسلين ، أى تبدى فرحا فالفراغ من الهم ، ووجه البعد أن التبنى لم يذكر هنا إلا رجاء ، وأن الرد والجعل بعيد الذكر ، وأن مخففة ، واللام دليل على ذلك أو نافية ، واللام بعنى إلا وهو ضعيف . { لولا أنْ رَبطْنا على قَلْبها } أولا ربطنا على قلبها بالصبر موجود ، وسمى التعبير ربطا على الاستعارة الأصلية ، واشتق منه ربط على التبعية ، وأغنى عن جواب لولا ما قبلها { لتكون من المؤمنين } الراسخين فى التصديق ، وإذا فسرنا الفراغ بالفراغ من الهم ، فالايمان بمعنى الوثوق أى من الواثقين بوعد الله وثوقاً شرعياً لا خارجاً عنه الى انبهاج فاسد أمرت بشيئين ، ونهيت عن شيئين ، وبشرت بشيئين ، ولم ينفعها ذلك حتى تولى الله إحاطتها بالربط على قبلها .