Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 56-56)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إنَّك لا تَهْدى } الى التوحيد هداية إبلاغ لا قدرة لك ، والمقام لهذا ، وليس المراد أنك لا تهدى الى الوفاء بدين الله { مَنْ أحْبَبْت } من أحببته لقرابة ونفع ، أو لاحدهما للطبع ، أو من أحببت هدايته ، ولكن تهدى هدى بيان وإرشاد للناس اتبعوك أو عصوك { ولكنَّ اللهَ يَهْدى } الى التوحيد أو إليه والى العمل بمقتضاه { مَنْ يشاء } هدايته لذلك { وهُو أعْلم } عالم ، وأما غيره فلا يعلم إلا بإعلام الله عز وجل { بالمُهْتدين } بمن تأهل للاهتداء ، أو بمن استعد له ، والآية إما تسلية له صلى الله عليه وسلم على جزنه لتكذيب قومه إياه ، أو عتاب على مبالغته فى أن يؤثر فى قومه كقوله تعالى : " لعلك باخع نفسك " أو تسلية وعتاب معاً . روى مسلم والترمذى وغيرهما ، عن أبى هريرة : لما حضرت وفاة أبى طالب أتاه النبى صلى الله عليه وسلم فقال : " يا عماه قل لا إله إلاَّ الله أشهد لك بها يوم القيامة عند الله " فقال : لولا أن تعيرنى قريش يقولون ما حمله عليها إلا جزعه من الموت لأقررت بها عينك ، فأنزل الله تعالى : { إنك لا تهدى من أحببت } ومثله للبخارى ومسلم ، عن سعيد ابن المسيب ، عن أبيه ، وكذا روى عن ابن عباس ، وقد اختلف فى إسلامه ، وإنما اقتصر على لا إله إلا الله ، ولم يذكر محمد رسول الله ، لأنه يأمرهم بلا إله إلا الله ، على أنه أرسله الله به ، فاذا قالها على ذلك فقد أقر برسالته وقد اختلفوا فيمن اعتقد ولم يقرأ هو مؤمن عند الله .