Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 59-59)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وما كان ربُّك مُهْلك القُرى } ما صح ، أو ما كان فى اللوح ، أو فى الحكمة أو فى قضاء ربك أن يهلك أهل القرى { حتَّى يبْعَث فى أمها } أصلها التى ترجع إليها سائرها لكثرتها ، وكثرة أهل بلد ادعى الى زيادة فطنة أهله ونبلهم ، إذ هو محل كرسى المملكة والأحكام { رسُولاً يتْلو عليهم آياتنا } تعليما وترغيبا وترهيبا وقطعا للعذر ، وإلا قالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا إلخ وذلك عموم ، وذكر بعض أن القرى ما كان حول مكة على عهده صلى الله عليه وسلم ، تستحق أن يهلكها الله إن لم يؤمنوا ، إذ بعثه رسولا فى أم القرى ، وهى مكة ، وهو مروى عن قتادة . { وما كنَّا مُهْلكى القرى إلاَّ وأهْلها ظالمونَ } هذه الجملة حال من القرى ، والقرى على ظاهره ، لأنه ذكر أهلها بعد ، وإن فسرت بالأهل أو قدر مضاف فأهلها فى موضع الضمير ، أى إلا وهم ظالمون ، والحكمة ذكرهم مرتين تأكيدا ، ولأن إهلاك القرى إهلاك لأهلها ، إذ لم يعتد اهلاك قرية وسلامة أهلها فيها ، وإهلاك أهلها إهلاك لها إذ اقتضت الحكمة أن لا تعمر بعدهم .