Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 7-7)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وأوْحَينا } بملك غير جبريل ، وقيل جبريل ، وهذا ليس إيحاء بشرع الى قوم ، أو عامة فليس من النبوة ، وأيضا إيحاء النبوة مستمر ، وهذا مرة واحدة ، وأيضا هذا فى غير الشرع خاصة ، والمرأة لا تكون نبية ، ويتقوى ذلك بقوله عز وجل : " إنَّا رادُّوه " الخ أو بإلهام ، ويضعف بذكر الى ، والرد والجعل ، ويجاب بأن المعنى أشرنا إليها بإلهام مائل الى الرد والجعل ، لقوته أو برؤيا أوقع الله بها فى قلبها ، أو ليعين أو قصتها على إسرائيل عالم ، فعبرها بذلك ، أو أوحى إليها بواسطة نبى فى عصرها . { الى أمِّ مُوسى } اسمها محيانة بنت يصهر بن لاوى بن يعقوب ، أو يوخابذ أو يارخا أو يارخت { أن أرْضعيهِ } ما استطعت ولا تأسى فتتركيه ، أو تهاونى به ما لم تخافى عليه أن يؤخذ بذبح { فإذا خِفْت عليه } من جاسوس { فألقيه فى اليمِّ } وروى أنها ألقته ليلا فى البحر ، وهو هنا النيل ، والأصل فى اسم البحر الماء الملح المغرق الماكث ، والمراد ألقيه على وجه المخصوص الموحى به ، أو اجهدى رأيك فى إلقائه مع سلامته { ولا تخافى } عليه ضيعة أو موتا أو غرقا أو شدة جوع { ولاَ تحْزَنى } على مفارقته { إنَّا رادُّوه إليْكِ } عن قريب كما يدل له اللطف إليها بقوله : { ولا تخافى ولا تحزنى } فتطمئن الى هذا اللطف ، وأنه إن طال الفراق ما اطمأنت اليه ، وكما يناسبه اسم الفاعل فإنه فى الأصل للحال ، ولو كان هنا للمستقبل ، ومن شأن الانسان الحزن على مفارقة من ألفه . لما كان صلى الله عليه وسلم خارج مكة مهاجراً ، أوحى الله إليه إذ حزن على فراقها : { إنَّ الَّذى فرض عليك القرآن لرادُّك إلى معادٍ } [ القصص : 85 ] واسأل الله العظيم ، الرحمن الرحيم ، بما هو اسمه العظيم عنده الذى لا يرد السائل به ، مستشعراَ سعة رحمته قدر وسعها عنده ، أن لا يجعلنا ممن يكون يوم القيامة فى النار ، ويتمنى الرجوع الى الدنيا ، وكل أهل النار كذلك ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم فى كل لحظة { وَجَاعِلوه مِن المُرْسلين } جمعت الآية أمرين ونهيين وخبرين وبشارتين .