Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 17-17)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إنَّما تعْبدون من دوُن الله أوثاناً } تماثيل تنحتونها لا عقل لها ولا حياة { وتخلقون } تكذبون { إفكاً } كذباً ، فهو مفعول مطلق ، وهذا الكذب هو قولهم انها آلهة ، وانها تنفع عند الله تعالى او تخلقون بمعنى تعملون ، اى تصورونها فحذف المفعول به ، وافكا مفعول لاجله كلام العاقبة ، لانهم لم يقصدوا الكذب ، او افكا مفعول به ، مافوكاً ، او نفس الكذب مبالغة . { إنَّ الَّذين تعْبُدون من دوُن الله لا يمْلكُون لكُم رزقاً } مصدر اى لا يملكون ان يرزقوكم ، او بمعنى المال المرزوق طعاماً او غيره ، وهو مفعول به ، ويجوز على المصدرية ان يكون مفعولاً مطلقاً لمحذوف ، اى لا يملكون ان يرزقوكم رزقاً ، او ليملكون لتضمنه معنى يرزقون ، ولا يعارض بانه تعدى باللام الى الكاف ، ولا يقال رزق لكم ، لان المتضمن يملك مع لكم ، وتنكير رزقا للعموم ، أي رزقا ما كثيراً ولا قليلاً ، أو للتقليل ، فكيف الكثير ، فكيف تعبدونهم مع ذلك ، والذين وواو تعبدون للعقلاء الذكور على زعمهم ، اذ نسبوا ذلك للاوثان . ( فابتغوا ) اطلبوا { عند الله الرزق } أل للحقيقة او للاستغراق اى الرزق كله كما انه نفى كله بقوله رزقاً { واعْبُدوه } وحده عز وجل { واشكروا له } على نعمة شكرا تثبتون به الموجود ، وتجلبون به المفقود ، والجملتان متعلقتان بما قبلهما كما هو المتبادر لا بقوله : { إليه تَرجعُون } على معنى اعدوا للبعث العبادة والشكر له ، وهذه الجملة متعلقة بما قبلها ، واجيز تعليقها بقوله : { اعبدوا الله واتقوه } [ العنكبوت : 16 ] ولا دليل عليه لبعده بالفصل .