Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 41-41)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ مَثلُ } صفة او شبه { الَّذين اتخذوا مِن دُون الله أولياء } حيوانا او جمادا للعبادة او دونها ، يعتمدون عليها ممن ذكر وغيرهم { كَمثَل } صفة او شبه { العنْكَبَوُت اتَّخذتْ بيتاً } فى مجرد الحقارة والضعف ، وليس المراد المساواة من كل وجه ، فان بيت العنكبوت ينفعها ، وذكر ايضاً من الادوية ونفع شئ شيئا اخر استقلالا عن الله سبحانه لا يتصور ، فاتخاذهم اولياء من دون الله باطل بخلاف اتخاذ المؤمن الله وليا ، فانه اعظم من اتخاذ بيت من حجر وجص ، او بيت منحوت فى جبل ، وجملة اتخذت نعت العنكبوت ، ولو قرن بال لانها للجنس ، فجاز نعته بالجملة ، لان كالنكرة لا حال الا على قول مجيز الحال من المضاف اليه بلا شرط ، والعنكبوت مفرد يؤنث ولا يعارض افراده بقوله : { الذين } لجواز تشبيه جماعة بواحد ، بل قد علمت ان المراد بالعنكبوت الجنس ونونه زائدة كواوه وتائه يجمع على عناكب ، لجواز الجمع بالزائد وهو مطرد كفتاح ومفاتيح ، وجمعه على عكاب يدل على زيادتها ، وكذا قول سيبويه فى موضع من كتابه وزن عناكب ، فناعل نص فى زيادتها ، لكن قال فى موضع آخر وزنه فعالل ، فهذا نص فى اصالتها ، ولعل ذلك احتمالان عنده او لغتان فى اصالتها وزيادتها ، والظاهر الزيادة من العكب ، وهو الغلظ او شدة السير ، فانه يشتد فى وثوبه الى الذباب وفى فراره . { وإنَّ أوْهَنَ البيُوت لَبيتُ العَنْكبوت } هذه الجملة حال من ضمير اتخذت ، وفى مراسل ابى داود ، عن يزيد بنى مرتد ، عنه صلى الله عليه وسلم : " العنكبوت شيطان مسخها الله ومن وجدها فليقتلها " وهو ضعيف مناف لرواية على عنه صلى الله عليه وسلم : " دخلت أنا وأبو بكر الغار فاجتمعت العنكبدت فنسجت بالباب فلا تقتلوهن " وفى هذا الحديث ان العنكبوت اسم جمع ، ولعل المراد بحديث قتلها عنكبوت اخر ذو سم يحفر فى الارض ، ويخرج فى الليل ، ونسج العنكبوت طاهر ، والاصل الطهارة ، سواء من فيه كما هو الظاهر او جلده ، والمشاهد انه من فيه ، ، وانه يدور به من فيه فى بعض الاحيان على ذباب ، فيربطه به ، او بيت العنكبوت دينهم . { لوْ كانُوا يعْلمُون } شيئاً من دين الله لعلموا ما ذكرنا من ان دينهم كنسيج العنكبوت ، او مبالغة فى استجهالهم ، حتى كأنهم لم يعلموا شيئا ما ، ولو علموه لعلموا ما ذكر او اغنى ما مر عن جوابها ، لان ما قبلها بمنزلة ان الامر ظاهر لهم ، لا يخفى لو كانوا يعلمون ، او لو للتمنى ، والله منزه عنه ، والرسول والمؤمنون لا يتمنون لهم العلم ، بل يلعنونهم ، ولكن على معنى انهم بصورة من يتمنى له ، او يراد بتمنيهم حب ان يعلموا ، والرغبة فيه .