Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 46-46)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ولا تجادلوا أهْل الكتاب } اليهود والنصارى ودخل الصابئون فيهم { إلاَّ بالَّتي } استثناء من محذوف ، اى بشئ الا بالخصلة ، او بالمجادلة التي { هِي أحْسَن } اللين والكظم والنصح { الاَّ الَّذين ظلمُوا } بالافراط فى العناد ، ولم تنفع فيهم التي هى أحسن ، فغلظوا عليهم باللسان ، ولو بعد الاذن بالقتال ، وهذا استثناء من اهل الكتاب على عمومه ، وقيل : ان المراد من قال بالولد لله شريك ، او يد الله مغلولة ، او الله فقيرا ، آذوه صلى الله عليه وسلم ، وقيل : من نقض عهد الجزية والذمة فجادلوهم بالسيف ، على ان الاية مدنية ، وباقى السورة مكى او مكية عند قرب هجرته ابيح له القتال حينئذ فى مكة ولم يقع ، أو مكية بيان لما يفعل فى المدينة ، والتى هى احسن لا تنسخ بنزول القتال او مكية عند قرب هجرته ابيح له القتال حينئذ فى مكة ولم يقع ، او الصحف ، او قرءوا لكم بالعبرانية ، وفسروها بالعربية ، ولم تظهر لكم صحة ما قالوا ، ولا كذبه او بأن لكم صحته ، او امكانه ، ولم تعلموا أنه منهم ، او من تلك الكتب . { آمنَّا بالذي أنْزِل إلينا } على لسان نبينا صلى الله عليه وسلم ، قرآنا او غيره { وأنزل إليْكُم } على ألسنة أنبيائكم كتابا او غيره ، لا بما حرفتم ، اى والذى انزل اليكم ، او اريد بالذي المذكور الكل { وإلٰهَنُا وإلهُكُم واحِدٌ } وليس عزير لها ولا عيسى الها ، ولاغيرهما لا اله الا الله { ونَحْن } لا انتم لانكم اتخذتم غير الله الها كما مر ، وكاتخاذكم احباركم ، ورهبانكم اربابا { له } لا لغيره { مُسْلمون } مذعنون له بالطاعة ، وذلك نوع من المجادلة بالتى هى احسن ، قال ابو هريرة : كان اهل الكتاب يقرءون الكتاب بالعبرانية ، ويفسرونها بالعربية لأهل الاسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالذي أُنزل إلينا وأنزل إليكم " الاية وذلك فيما لم يتبين كذبه وأبقوه على الاحتمال والتصديق والتكذيب ضدان لا نقيضان فجاز ارتفاعهما .