Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 51-51)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أو لَم يكْفِهم } أقصر ولم يكفيهم ، والاستفهام إنكارى { أنَّا أنزلنا } فى تأويل مصدر فاعل يكف { عَليْك الكتاب } الكامل فى البيان والتصديق ، واما قبله وانت لا تقرأ ولا تكتب ، وبعيد عن دراسة الكتب { يُتْلى عَليْهم } مستمرا يتحداهم ، او يتلى على اهل الكتاب على وفق ما فى كتابهم من نعتك ودينك وغيرهما ، على ان واو قالوا لأهل الكتاب { إنَّ في ذلك } الكتاب او الانزال { لرحمة } دينية ودنيوية ، { وذكرى } تذكيرا { لقومٍ يُؤمنُونَ } روى ابو داود ، وابن جرير ، وابن ابى حاتم ، عن يحيى بن جعدة : انه جاء ناس من المسلمين بكتاب كتبوا فيه بعض ما سمعوا من اليهود ، فقال صلى الله عليه وسلم : " كفى بقوم عمى أو ضلالة أنْ يرغبوا عما جاء به نبيهم إلى ما جاء به غيره إلى غيرهم " فنزلت الآية : { أو لم يكفهم } الخ تصديقا ، ومثل هذا عن ابى هريرة . وجاءت حفصة رضى الله عنها بكتاب قصة يوسف فقرأته عليه صلى الله عليه وسلم ، وغضب وقال : " لو حضر يوسف فاتبعتموه وتركتموني لضللتم أنا حظكم من النبيين وأنتم حظي من الأمم " وكذا جاء عمر بجلد مكتوب فيه كلام استحسنه ، فجعل يقرؤه عليه صلى لله عليه وسلم ، فغضب وقال : " لا يهلكنكم المتهوكون " اى المتحيرون او الواقفون فى امر بلا روية ، واهدى عبدالله بن عامر هدية الى عائشة رضى الله عنها ، فردتها تظنه ابن عمر وقالت : انه يتتبع الكتب ، فقيل ابن عامر فقبلتها ، فالنهى عن النظر فى التوارة ونحوها عام مستمر فى زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعده ، سدا للذريعة على الصحيح ، وما بعد الآية وما قبلها فى الكفار ، وهى جواب لقولهم : { لولا أُنزل } [ العنكبوت : 50 ] .