Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 56-56)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يا عبَادي الَّذين آمنوا إنَّ أرْضي واسِعةٌ } محلا ورزقا ، والله يزقكم ، وليس المراد ارض الجنة كما قيل ، وهذا ايجاب للهجرة من مكة على من بقى فيها من المؤمنين ولو ضعفاء ان اطاقوا الهجرة ، لا كمريض وامراة لا تجد محرما او زوجا ، او أمينين او شيخ لا يطيق المشى ولا الركوب ، هاجروا الى ارض الاسلام ، او حيث تقيمون دينكم ، او هاجروا الى المدينة ليتقوى الاسلام ، وبعد فتح مكة يجوز لمن أسلم فى بلده ، وهو بلد شرك ، ان يقيم فيه ان توصل الى دينه ولو سرا ، وقيل : ان جهرا ، وزعم قوم انه لا بد من الهجرة ، ولو توصل اليه جهرا الا ان قوى المسلمون فيه بحيث يسمى بلد اسلام . { فإيَّاي فاعْبُدون } فى ارض تهاجرون اليها ، الفاء الأولى عاطفة للانشاء على الخبر وهو قوله : { إن أرضي } الخ ، ولا سيما انه فى معنى الامر بالهجرة ، واياى منصوب على الاشتغال ، مع ان الشاغل محذوف وهو الياء ، لقيام نون الوقاية مقامه ، كما لو حذف للساكن نحو : اياى اكرمنى اليوم ، انه لا يصح اعبدون إياى ، على ان اياى مفعول اعبدوا ، ولو ورد مثله لقيل : اياى بدل من المحذوف ، والفاء الثانية صلة مؤكدة للاولى في التسبب والتفرع ، وهكذا قل ولا تقدر شرطا مثل : ان لم تخلصوا العبادة فاعبدونى فى غيرها ، قال صلى الله عليه وسلم : " من فر بدينه من أرض إلى أرض ولو كان شبراً استوجب الجنة وكان رفيق إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام " .