Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 71-71)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يَا أهْل الكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ } تخلطون { الْحَقَّ } المنزل { بِالبَاطِلِ } الذى تأتون به كذبا ، فهما لا يفرق بينهما ، وذلك بتبديل الباطل مكان الحق ، وبالتأويل الزائغ ، وبإسقاط ما أنزل ، ويكذبون ويحسنون كذبهم ، وبإظهار الإسلام إخفاءً للنفاق ، فيتوصلون إلى غرض ، وكما قالوا آمنا بالذى أنزل على الذين آمنوا وجه النهار الخ ، فإنهم إذا فعلوا ذلك فقد نافقوا { وَتَكْتُمُونَ الْحَقَ } ما في التوراة والإنجيل من نعت محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ } أنه حق وتقرون به إذا خلوتم ، وربما أمرتم به من سألكم من غريب ومن ملتم إليه ، روى البخارى عن أسماء بنت أبى بكر رضى الله عنه ، أنه جاءت امرأة وقالت : يا رسول الله ، إن لى جارة ، أى ضرة ، فهل علىِّ جناح أن أتشبع من مال زوجى بما لم يعطنى ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : " المتشبع بما لم يملك كلابس ثوبى زور ، ومن استعار ثوبين يتجمل أو يتنسك بهما لتقبل شهادته يتأزر بأحدهما ويرتدى بالآخر " ، ومن عادة العرب ألا يقبلوا شهادة من ليس لابس حلة ، فكان أحدهم إذ لم يجدها استعارها ، وأضاف التوبين الزور لأنهما يلبسان لأجله ، وقد شهد زورا ، وأظهر أن الثوبين له وليسا له ، أو هو المرائى يلبس ثياب الزهاد وباطنه مملوء بالفساد .