Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 86-87)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ كيْفَ يَهْدِى اللهُ } هداية توفيق ، وأما هداية بيان فوقعت لهم { قَوْماً } هم هؤلاء الاثنا عشر المرتدون ، استبعد هدايتهم أو نفاها ، لأنهما كهم فى الضلال بالردة بعد غاية وضوح دين الإسلام ، كما قال { كَفَرُوا بَعْدِ إِيَمَانِهم } وذلك فى الاثنى عشر المذكورين ، قضى الله عليهم ألا يتوبوا إلا الحارث بن سويد ، وليس كل مرتد لا يتوب ، فإن بعض المرتدين تابوا وأصلحوا ، وقد شرط الله تعالى فى خذلانهم قوله : { فيمت وهو كافر } [ البقرة : 217 ] ، فيجوز أن يموت المرتد بعد توبته من الردة ، والآية استبعاد لتوبة المرتد ، لا نفى ، أو هى نفى فى حق الاثنى عشر ، لعلم الله أنهم لم يتوبوا من قلوبهم ، ولا يصلحون ، ولو أرسلوا من مكة إلى أهلهم بالمدينة ، انظروا ، هل لنا من توبة ، فالآية مؤيسة لهم عن أن يوفقوا ، وقيل الآية فى اليهود والنصارى ، آمنوا به صلى الله عليه وسلم قبل البعثة ، ولما بعث كفروا حسدا ، إذ كان من غيرهم { وَشَهِدُوا أن الرَّسُولَ حَقٌ } عطف على المعنى كما يقال فى غير القرآن عطف توهم ، كأنه قيل بعد ما آمنوا وشهدوا فهو محفوظ بعد إيمانهم وشهادتهم أن الرسول حق ، أو حذف حرف المصدر ، أى وما شهدوا ، أى وشهادتهم ، أو نزل الفعل منزلة الاسم ، كما هو أحد أوجه فى ، تسمع بالمعيدى خبر من أن تراه ، أو كفروا والحال أنهم قد شهدوا أن الرسول حق ، والآية دليل على أن الإقرار ، غير الإيمان ، بل الإيمان تصديق بالقلب ، والإقرار وهو الشهادة إخبار باللسان عما فى القلب ، وقد يشهد ويقر ويوهم أن قلبه مواطىء للسانه وليس كذلك ، ولا يكفى الاعتقاد عن الإقرار فى التوحيد عند الجمهور ، وذلك أن العطف يقتضى التغاير والقيد ، وهو الحال مثلا غير المقيد وَجَآءَهُمُ البَيِّنَاتُ الحجج الظاهرة على صدق النبى صلى الله عليه وسلم عطف على شهدوا ، أو المراد ، والحال أنهم جاءهم البينات { وَاللهُ لاَ يَهْدِى القَوْمَ الظالِمِينَ } هؤلاء المرتدين أو مطلق الكافرين بالردة أو بغيرها فقد ظلم نفسه وغيره . { أُوْلَئِكَ جَزَآءُهُمْ أنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللهِ وَالمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ } .