Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 24-24)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ومن آياته } فى الدلالة على القدرة من للابتداء متعلق بقوله : { يُريكُم البَرْق } ظهر لى زيادة على الاوجه المشهورة فيه ، ثم رايته وجها لبحر العلم ابى حيان فى بحره ، الا ان فيه مخالفة لنظرائه مثل قوله عز وجل : { ومن آياته أن تقوم السماء والأرض } [ الروم : 25 ] { ومن آياته أنْ يرسل الرياح } [ الروم : 46 ] ولا بأس بمخالفة نظرائه للتفنن ، وعلى المناظرة يجعل مرفوعا لفظاً منصوبا بتقدير ان اى { ومن آياته يريكم } فهو فى تأويل مصدر مبتدأ خبره : من آياته ، ومن للتبعيض ، ولكن تقدير ان يصرف الفعل للاستقبال ، وليس مرادا ، بل الحال والاستمرار ، اللهم الا ان يراد ان يريكم بعد ما اراكم قبل وفى الحال ، ويجوز ان يكون يريكم مبتدأ بلا تأويل مصدر منزلا منزلة الاسم ، مستعملا فى جزء معناه ، وهو الحدث مقطوعا فيه عن الزمان ، فهو اسم فى صورة الفعل ، ومعناه الاراءة لا الرؤية ، ويجوز ان يكون نعتا لمبتدأ محذوف مع حذف الرابط ، اى ومن آياته آية يريكم البرق فيها او بها ، وان يكون من آياته حال من البرق ، او خبر محذوف اى ومن آياته { البرق } ، او ما يتلى عليكم ، ثم استأنف يريكم البرق . { خَوفاً وطمَعاً } مفعول من اجله باعتبار ما تضمنه يريكم ، لان المعنى يصيركم راءين خوفا وطمعا ، فقد اتخذ الفاعل لانهم راءون خائفون طامعون ، ولكن يضعف معنى قولك يصيركم راءين ، لاجل ان تروه خوفا وطمعا ، ولو رؤية قصد وتوجه ، او مفعول من اجله للاراءة على انهما اسما مصدرين ، اى اخافة واطماعا ، او مصدران حال من الكاف لمبالغة او تأويل بذوى خوف او طمع ، او بخائفين وطامعين ، او اسما مصدر لتأويل ذوى اخافة وطمع ، او مخيفين ومطمعين { وينزل من السَّماءِ ماءً فيحيى به الأرض بعد مَوتها } حكم الفعلين حكم يريكم لعطفهما عليه ، شبه انبات الارض باحياء الميت لجامع الايجاد واعدامه باماته الحى بجامع الافناء . { إنَّ في ذلك لآيات لقَومٍ يعْقِلَون } يستعملون عقولهم ، فيدركون ان احياء الموتى المعقول ، وانبات الارض المحسوس معنى واحد ، فهو تعالى قادر على البعث قدرته على الانبات .