Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 49-49)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وإن كانُوا } ان مخففة من الثقيلة مهملة ، وقيل تعمل فيقدر لها ضمير الشأن ، او ضمير يليق بالمقام مثل وانهم { من قَبل ان ينزل } الودق { عليْهِم من قَبْله } من قبل تنزيله ، أعاده للتاكيد رفقا للمجاز على ما شهر ان المجاز لا يؤكد تاكيدا لفظيا ، وان ورد فقليل ، ولو لم يؤكد لجاز ان يتوهم ان المراد بقبل ان ينزل من قبل ، ان تحصل به الثمار ، ورفعا للقبلية المنفصلة لما قال من قبله ، دل على الاتصال المتبادر من القبلية ، فاكد لشدة الاتصال ، وقيل : اكد ليدل عل بعد عهدهم بالمطر ، فيفهم منه استحكام اياسهم ، وقال قطرب : هاء قبله للودق ، فلا تاكيد ، وفيه انه يكون المعنى من قبل تنزيل الودق من قبل الودق ، وهو معنى ضعيف لا يفسر به القرآن ، وقيل : الهاء للاستبشار المدلول عليه ، بيستبشرون على ان من متعلقة بينزل ، ومن الاولى متعلقة بقوله : { لمُبلسِين } اى آنسين ، فيفيد سرعة تقلب قلوبهم من اليأس الى الاستبشار بالاشارة الى تقارب زمانيهما ، ببيان اتصال اليأس بالتنزيل المتصل بالاستبشار بشهادة اذا الفجائية . وقيل الهاء للزرع الدال عليه الودق ، اى من قبل ان يزرعوا ، واعترض بتعلق من الاولى بمبلسين ، والحرفان بمعنى واحد لا يتعلقان بعامل واحد الا ان كان احدهما تأكيداً او فى عطف أو ابدال ، ويجاب بان التحقيق ان كان تدل على الحدث فيتعلق به من الاولى ولا يصح ما قيل انه بدل اشتمال ، كون الزرع ناشئا عن التنزيل ، والتنزيل مشتملا عليه ، لا يكفى فى الاشتمال المطلوب للبدل . وقال المبرد : الهاء للسحاب ، اى من قبل رؤية السحاب ، لانهم اذا راوا السحاب رجوا الودق فيعلق من الاولى بكان ، والثانية بمبلسين ، وقيل : الضمير للارسال ، وقيل للاستبشار ، لانه قرن بالابلاس ، ومن الاولى متعلق بكان ، والثانية بمبلسين .