Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 32, Ayat: 21-21)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ولنُذيقنَّهم } فى الدنيا { مِن العَذاب الأدنى } كقحط سبع سنين ، حتى اكلوا العظام والجيف والكلاب والجلود ، وقتل بدر فى الذين على عهده صلى الله عليه وسلم والامراض ومصائب الدنيا لهم ، ولمن بعد الى يوم القيامة لا عذاب القبر ، كما زعم بعض لقوله تعالى : ( لعلهَّم يرجعُون ) فان الميت لا يرجع الى الدنيا فيرجع الى الايمان ، اذا قلنا بقتل بدر ، فالمقتول ايضا لا يرجع ، ولكن لعل باقيهم يرجع ، وان المراد لعلهم يرجعون بالندم ، شملت القتلى واصحاب عذاب القبر . وعن عبادة بن الصامت : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " المصائب والاسقام " فقلت : فما هى لنا ؟ فقال : ( زكاة الطهور ) وعن ابن عباس الحدود ، وعن ابن مسعود : " قتل بدر وسنو القحط " وعن ابى بن كعب : مصائب الدنيا ، والروم والبطشة والدخان ، فذلك عنهم تمثيل { دون العَذاب الأكبر } هو عذاب الاخرة ، ومبدؤه عذاب القبر ، بل عذاب الموت ، لان الموت للكافر قبض وعذاب ، وللمؤمن قبض يتألم به ، وقيل : العذاب الاكبر عذاب يوم القيامة ، وقيل : القتل والسبى والاسر والادنى ما دونهن ، وقيل : الاكبر الدابة والدجال ، وقيل : خروج المهدى بالسيف ، فكلا العذابين فى الدنيا على هذه الاقوال الثلاثة ، ولم يقل الابعد فى مقابلة الادنى ، ولا قال الاصغر فى مقابلة الاكبر للتهديد ، فانه يحصل بالقرب لا بالصغر وبالكبر ، لا بالبعد والادنى يتضمن الاصغر ، لانه ينقضى بموت المعذب ، والاكبر يتضمن الابعد لانه فى الاخرة ينقطع { لعلَّهم يرجعُون } ان لم يموتوا ، ويرجع من حيى او لعلهم يريدون الرجوع ، فتشمل الاموات ، والرجوع تارة الرجوع الى الإيمان ، وتارة الرجوع الى الدنيا ، ولعل للترجية او للتعليل .