Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 1-1)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يا أيها النبَّي } تارة يناديه بالنبوة او الرسالة زيادة لتحقيقها وتفخيما له صلى الله عليه وسلم ، وتارة يذكر اسمه محمدا وأحمد مع ذكر الرسالة ، او الانزال ليه ، فيعلم انه المراد بالنبوة والرسالة حيث لم يذكر معهما قيل : @ صلوا على المختار فهو شفيعكم فى يوم يبعث كل طفل أشيبا @@ وقيل : @ يا امة المصطفى يا أشرف الامم هذا نبيكم المخصوص بالكرم @@ وقيل : @ يا مؤمنين بخير الخلق كلهم صلوا على المصطفى يا سادة الامم @@ { اتَّق الله } بترك المعاصى ، ومتابعة قومك ، اى دم على ذلك ، وهو تأكيد له ولمن معه ، او بترك نقض العهد بينك وبين قومك { ولا تطع الكافرين } المشركين { والمنافقين } الذين وجدوا بألسنتهم ، وأضمروا الشرك ، فان النفاق يطلق على ذلك ، ويطلق على فعل الموحد من قلبه ولسانه الكبيرة ، وكلاهما واقع فى زمانه صلى الله عليه وسلم . روى ان الوليد بن المغيرة ، وشيبة بن ربيعة ، وأبا سفيان بن حرب : عكرمة بن أبى جهل ، وأبا الاعور عمرو بن سفيان السلمى ، قدموا المدينة بعد احد ، وقد اعطاهم النبى صلى الله عليه وسلم الامان على ان يكلموه ، ونزلوا على ابن ابى رأس المنافقين ، وقام معهم عبدالله بن سعد بن ابى سرح ، وطعمة بن أبيرق وقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : اترك ما تدعونا اليه نعطك شطر أموالنا ، قال شيبة : وازوجك بنتى ، وخوفه اليهود والمنافقين فى المدينة انه ان لم يرجع قتلوه ، فنزلت الآية . وروى ان أبا سفيان ، وعكرمة بن أبى جهل ، وأبا الاعور ، واسمه عمرو بن ابى سفيان السلمى ، قدموا اليه فى زمان المعاهدة ، وقام معهم من اهل المدينة عبدالله بن ابى ، ومتعب بن قشير ، والجد بن قيس ، فقالوا : لا تذكر آلهتنا بسوء ، وقل : انها تشفع وتنفع وتشفى ، وندعك وربك ، وشق ذلك على النبى صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ، حتى هموا بقتلهم ، فنزلت الآية ، نهيا لهم عن قتلهم . وقال عمر : دعنى يا رسول الله اقتلهم ، فقال صلى الله عليه وسلم وعلى آله : " قد أعطيتهم الأمان " وقال عمر : اخرجوا فى لعنة الله وغضبه ، وامره ان يخرجهم من المدينة ، وقيل : نزلت فى وفد ثقيف اذ طلبوا منه ان يسلموا على ان يمتعهم باللات والعزى سنة ، قالوا : لتعلم قريش فضلنا ، وقدم الامر بالتقوى لان المؤمنين هموا بالقتل لا بالطاعة ، واكد ذلك تأكيدا جمليا بقوله : { إنَّ الله كان عليما حكيما } عظيم العلم والحكمة ، وكثيرهما فلا يأمرك او ينهاك الا على الوجه الحق .