Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 21-21)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لَقَد كان لَكُم في رسُول الله أسوةٌ حسنةٌ } الخطاب على العموم وقوله : { لمَن كان يرجُو الله واليَوْم الآخر } بدل بعض ، اعنى لمن والرابط محذوف ، اى لمن كان منكم ، ومن العجيب اخراج الجار عن الابدال ، وجعل الابدال اللفظ من وحدها من الكاف ، وأى مانع من جعل الجار والمجرور بدلا من الجار والمجرور ، وخص من كان يرجو الخ ، لانه المنتفع ، كما قيل : الخطاب للؤمنين ، ولمن بدل كل ، ولكم متعلق بكان ، ولا خبر لها ، وكذا فى او تعلق بمحذوف حال من فاعل كان ، وهو اسوة او لكم خبر كان ، وفى متعلق به او بالاستقرار او بمحذوف حال من اسوة ، او بمحذوف خبر كان ، ولكم متعلق بها : والاسوة الخصلة التى يقتدى بها ، او هى هو صلى الله عليه وسلم على التجريد ، كقولك : فى هذا المتاع قنطار ، اى هو نفس قنطار ، وان قدر وزن قنطار فلا تجريد ونحو : رأيت من زيد اسداً وبحراً امرنا الله ان نقتدى برسول الله صلى الله عليه وسلم فى اقواله وافعاله ، وما اخبرنا به من اعتقاده مما هو عبادة ، او مبلغ الا ما خص به صلى الله عليه وسلم . قال حفص القارئ لابن عمر : ما رأيتك تصلى فى السفر قبل المكتوبة ولا بعدها ؟ فقال سافرت كذا وكذا مرة معه صلى الله عليه وسلم ، فلم اراه يفعل ، لقد كان لكم فى رسول الله اسوة حسنة ، وهم عمر ان ينهى عن لبس الحبرة ، فقال له رجل : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسها ، لقد كان لكم فى رسول الله الخ ، فلم ينه عنها . وقال ابن عباس : قال صلى الله عليه وسلم : " اذا حرم الرجل عليه امراته فكفارة يمين ، لقد كان لكم الخ " وخرج بـ { من كان يرجو الله واليوم الاخر } من انكر اليوم الاخر ، وكذا ان قلنا : اليوم الاخر عبارة عن الثواب ، تسمية للحال باسم المحل وهو زمانه ، وقولك : ارجو الله وثوابه ابلغ من قولك : ارجو ثواب الله ، تقول : ارجو كرم زيد ، واذا بالغت قلت : ارجو زيدا وكرمه ، ويجوز تقدير يرجو رضا الله ، وثواب اليوم الآخر . وقال مقاتل : الرجاء هنا بمعنى الخوف ، ووجهه ان المقام للتهديد ، ويبعد تقدير ايام الله ، اى حروبا ينصر فيها ، ويبعد تفسير اليوم الآخر بيوم الموت . { وذكَر الله كثيراً } ذكرا كثيرا ، او زمانا كثيرا اسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذكر النووى ان ذكر الله بلا جملة لا ثواب فيه مثل ان يقول : الله او رحمن ، الا ان ينوى ما تمت به جملة ، قلت : بل ذلك ثواب ان قصد امر أخرويا ، كمدح الله بذلك الاسم ، وذكر هو او غيره انه لا ثواب لذكر لم يستحضر معناه اجماعا ، وهذا كما جاء انه لا يكتب للمصلى الا ما عقل من صلاته . قلت : ارجو من سعة رحمة الله ، ان يكتب له من الذكر ما غفل عن استحضار معناه ، مع اجتهاد ونية قدر طاقته ، وقدر رغبته ، حتى ان غزوب قلبه كالامر الضرورى ، فيفيد الحديث بهذا ، لان العمل على النية وللقارئ فى جماعة ما سبقه غيره لسكوته لمعنى او عياء ، او لنومه غلبه ، ونص ابن الصيفى اليمنى ان لقارئ القرآن فى غير الصلاة ثواب ما قرأ ولو لم يحضر قلبه او نيته .