Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 24-24)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُل } تبكياً لهم { مَن يرزُقكُم } من للابتداء { السَّماوات والأرْض } ولا محيد لهم عن أن يقولوا هو الله فقال : { قُل الله } يزرقنا الله ، أو الذى يرزقنا الله ، والرزق من السماء المطر ، ومن الأرض الثمار والنبات ، ومنها الكماة وبطاطة ولعلها نوع الكماة ، ولها أوراق ، ومن رزق الأرض المعادن والسمك { وإنَّا أو إيَّاكم لَعَلى هُدى } مبين وحذفه لدلالة الثانى عليه ، قيل ويجوز أن يكون المذكور بعد نعتا لهدى وضلال ، لأن العطف بأو { أو في ضلال مُبينٍ } من جملة ما امر بقوله ، والمعنى إن أحد الفريقين منا معشر المؤمنين بالله ، الذى هو الرازق ، ومعشر المكذبين بالوحدانية له لمتصفون بأحد أمرين : التمكن على الصدى ، والانغماس فى الضلال ، وذلك عبارة إنصاف بليغة فى نسبة الضلال إليهم بالتعريض ، من غير تصيح مهيج لهم ، الى العناد كقولك : علم الله الصادق منى ومنك ، وأو لأحد الشيئين بصورة الإبهام . وقال أبو عبيدة : إن أو بمعنى الواو ، وان الكلام لف ونشر مرتبات ، فقوله تعالى : { على هدى } راجع الى إنا { وفي ضلال } الى قوله سبحانه : { إياكم } ولا بعد فيه إلا أن فيه اخراجاً أو عن أصلها بلا دليل ، والابهام الصورى باق كما فسرنا ، إذ المعنى إن الهدى والضلال فينا وفيكم ، ومعلوم أن الهدى فينا ، كما علم أن العناب لرطبا ، والحشف ليابسا فى قوله : @ كأن قلوب الطير رطباً ويابساً لدى وكرها العناب والحشف البالى @@ ولا حذف على التفسير الأول كقولك : زيد أو عمرو قائم بالإفراد لأن المراد أحدهما قائم وقيل : { لعلى هدى أو في ضلال } خبر عائد لقوله : { إيـاكم } من العطف على معمولى عامل ، ويقدر مثله لقوله : { إنَّـا } أو يعكس ولا تقدير على القول الثانى ، وعلى للتمكن ، وفى للانغماس شبه المؤمنين بالراكب على فرس متمكن منه موصل ، ورمز الى ذلك بعلى ، والكفار بالعجز المنغمس فيما يعطله ، ورمز الى ذلك بفى أو شبه الثبوت على الهدى بالثبوت ، على فرس ، واشتق منه لفظ ثابت ، أو ثبت والكون فى الضلال بالكون فى سوء معطل ، فتبعت ذلك الاستعارة لعلى وفى .