Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 50-50)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُل إن ضللتُ } عن الهدى { فإنَّما أضلُّ على نَفْسي } عداه بعلى لأن المراد أن جناية ضلالى علىَّ ، أعاقب به ، والمراد عموم الضال ، وخص صلى الله عليه وسلم بالذكر لأنه القدوة وغيره تبع له ، واذا ضل فغيره أولى بالضلال ، وكذا خص بالذكر القدوة ، لا لأن غيره أولى بالاهتداء فى قوله : { وإنْ اهْتَديتُ } الى الحق { فبما يُوحي إليَّ ربِّي } خبر لمحذوف ، وما مصدرية أى فاهتدائى بايحاء الى ربى ، أو اسم أى فاهتدائى بما يوحيه الىَّ ربِّى ، ومناسب قوله : { فإنما أضل على نفسي } أن يقال : فلها أى لنفسى كقوله تعالى : { من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها } [ فصلت : 46 ، الجاثية : 15 ] لكن بتقديم ما أخر هنا ، أو أن يقال إن ضللت فانما أضل بنفسى ، بالباء كما قال : " فبما يوحى " لكن لم يقل ذلك لحصول التقابل بالمعنى ، إذ كل ضرر من النفس ، وعليها وباله ، وقد دلت على على معنى اللام فى الباء ، والباء على معنى السببية فى على . ويجوز أن يكون المراد فانما أضل على نفسى لا على غيرى يكون لم يؤت بمقابل على نفسى فى قوله : { وإنْ اهتديت } إلخ ، وفى جعل على للتعليل مقابلة له بالسببية ، لكن فيه اخراج على عن الاستعلاء ، ولاتقابل بين على والباء إذ قلنا : المعنى أن ضلالى كضلاكم من النفس الأمارة بالسوء ، واهتدائى بالوحى لا كاهتدائكم بالنظر لو اهتديتم ، والاهتداء بالوحى أقوى ، لأن النظر قد يخطىء فى الجملة ، والوحى لا يخطىء ، وهو معنى بعيد لا يتبادر ، والمقام ليس له { إنَّه سَميعٌ قَريبٌ } لا يخفى عنه شىء ، فلا يفوته جزاء على شىء .