Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 52-53)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وقالُوا آمنَّا به } أى بالله سبحانه ، وأضمر لشهرته شهرة أظهر من كل شهرة ، ولأن كل إيمان بما يجب الإيمان به عائد الى الإيمان به تعالى ، أو آمنا بمحمد صلى الله عليه وسلم ورجح ، وقد مر ذكره بلفظ صاحبكم ، ولأنه يقال لهم عند النزع : ما تقول فى هذا الرجل يعنى محمدا ويفهمونه ، والايمان به صلى الله عليه وسلم شامل على الايمان بالله عز وجل ، وبالعذاب ، والبعث ، وقد قيل : الهاء للعذاب ، وقيل : للبعث { وأنَّى } كيف ، أو من أين { لهم التَّناوُشُ } التناول تناول الايمان بقولهم : الآن آمنا به ، فهو قول ضائع لا يثبت به لهم الايمان ، أو التناوش الرجوع ، كما قال ابن عباس الى الدنيا ليؤمنوا ويعملوا ، ولهم متعلق يثبت محذوفا أو باستقرار من أنى وأنى خبر { مِنْ مكانٍ بَعيدٍ } عن حصوله ، لأنهم فى غير زمان التكليف . وقد قطع عذرهم بموتهم كافرين كما قال الله عز وجل : { وقَد كَفَروا به } الجملة حال من هاء لهم ، والربط بواو الضمير ، وواو الحال ، أو من المستتر فى أنى أو من التناوش إذا جعلناه فاعلا ليثبت محذوفا ، والربط بواو الحال ، ولا يصح أن تكون الواو للاستئناف ، لأن واو الاستئناف لا تصح ، ويضعف العطف هنا { من قَبْل } قبل موتهم حال التكليف { ويَقْذفُون بالغَيْب } يلقون الكلام من أفواههم كالرمى بالحجر بأمر الغيب ، وهو ما لم يثبت علمه عندهم بحق ، وما لم يثبت فهو غائب عنهم ، بمعنى أنه لم يحصل عندهم فهم بمعزل عنه ، كاثبات الشريك لله تعالى ، وجعل الملائكة بنات الله سبحانه ، وإثبات السحر والشعر والكهانة للنبى صلى الله عليه وسلم ، والكفر بالقرآن ويوم القيامة { مِنْ مكانٍ بَعيدٍ } جهة بعيدة عن الحق ، أو عمن نسبوا اليه ما لا يليق ، وفى كل من قوله : { ويقذفون } إلخ وقوله : { أنًَّى لهم التناوش } إلخ استعارة تمثيلية ، بأن شبه حالهم من التكلم بما يظهر لهم ، ولم ينشأ عن تحقيق بحال من يرمى شيئا لا يراه من مكانن بعيد ، لا يظن لحوقه ، وشبه حالهم فى استخلاص الايمان بعد ما فاتهم ، وبعد بحال من يريد أن يتناول بعد أن بعد وفات . وقيل : الغيب ما خفى من معائبهم ، أى يرميهم الوحى بما خفى من معائبهم ، وقيل : المعنى يجازون بسوء أعمالهم عند الموت أو البعث ، ولا يعلمون من أين أتاهم ذلك إلا بعد حين ، وقيل : تقذفهم الشياطين بالغيب ، وتلقنهم اياه ، وهذه الأقوال الثلاثة إنما هى على قراءة يُقذفون بالبناء للمفعول ، والعطف على كفروا أو قالوا ، وصيغة المضارع للحال استحضار لما مضى .