Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 6-6)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ويَرى } يعلم { الَّذين أوتُوا العِلْم } من أهل الكتاب كعبد الله بن سلام ، وكعب الأحبار ، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين ، وهكذا والمشركون يعتبرون مؤمنى أهل الكتاب ، لأنهم يحكون لهم عن التوراة والانجيل تصديق النبى صلى الله عليه وسلم والقرآن ، وأجاز بعض أن يراد بالذين أوتوا العلم الأحْبار الذين لم يؤمنوا ، أى ليعلموا يومئذ أن القرآن ومحمد أحق فيزدادوا حسرة ، ويرده أن أولى العلم مدح ، وأجيب بأنهم علموا من التوراة والإنجيل أنهما حق ، وأنكروا ولا مدح فى ذلك ، إلا أنه بعيد ، وأيضا المقابلة به للذين كفروا يقتضى الحمل على المؤمنين ، وكعب الأحبار مؤمن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يظهر إيمانه ، فليس صحابيا ، وقيل آمن بعد موته صلى الله عليه وسلم ، وعلى كل حال هو من التابعين . { الَّذي أنْزل إليْكَ } القرآن الذى ، أو الكلام الذى ، أنزل إليك { من ربِّكَ } الناصر لك { هُو } ضمير فصل إعراب لا له { الحقَّ } مفعول ثان ، والأول الذى ، والمشهور عن نافع الرفع على أنه خبر هو ، ونحن نقرأ بالنصب ، والجملة مفعول ثان ، والعطف فى قوله : " ويرى " إلخ على قوله : { والذين سعوا في آياتنا } [ سبأ : 5 ] إلخ عطف فعلية على اسمية استشهادا بأولى العلم على الجهلة الساعين فى الآيات ، أو عطف على : { قال الذين كفروا } [ سبأ : 3 ] وفيه بعد ، وطول الفصل ، والمعنى قال الذين كفروا : لا ساعة ، وقال الذين أوتوا العلم : ثابتة لأنها فى القرآن الحق ، واعترض بأن الآية تدل على أن المقام للاهتمام بشأن القرآن ، وذكرت الساعة استطرادا ، أو أجيب بأن المقام للساعة ، وذكر القرآن استطرادا . والمقصود بالذات الساعة ، ألا ترى الى قوله : { وقال الذين كفروا هل ندلكم } [ سبأ : 7 ] إلخ ، ويضعف العطف على يجزى بمعنى لتأتيكم الساعة ، ليجزى المؤمنين ، وليرى أولو العلم المؤمنون بها الحق الذى هو الساعة ، فيحتجوا على من نفاها ، الذين سعوا معطوف على الذين ، أو مبتدأ والجملة معترضة . { ويَهْدي إلى صِراط } توحيد وتقوى { العَزيز الحَميد } القاهر لكل ما سواه ، المحمود فى ذاته وصفاته وأفعاله ، وفاعل يهدى ضمير الله ، أو الذى والعطف للذى على الذى إذا جعلنا الضمير للذى ، وإذا جعل الضمير لله فذلك وضع للظاهر موضع المضمر ، ويجوز العطف على الحق أى يرونه حقا ، وهاديا على أنه مفعول ثان مع فاعله بعد مفعول ثان ، أوعطف عليه ، لأنه وصف كقوله تعالى : { صافات ويقبضن } [ الملك : 19 ] كأنه قيل هو يحق ويهدى .