Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 15-16)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يا أيُّها النَّاس } مطلقا أو المعهودون بقوله : { ذلكم الله ربكم له الملك } [ فاطر : 13 ] أى ذلكم المعبود الموهوب بصفات الجلال ، لا الذين تدعون من دونه وأنتم الفقراء اليه عز وجل كما قال : { أنتُم الفُقراءُ إلى الله } فى ابقائكم وجميع ما تحتاجون اليه ، أو الناس الجنس أو للاستغراق والحصر مبالغة لا تحقيق ، لأن غير الناس المعهودين ، أو غير الناس مطلقا فقير إلى الله عز وجل أيضا ، كأنه لكثرة افتقارهم وشدته هم والفقراء وحدهم ، وافتقار غيرهم كلا افتقار كذا قيل : وفيه أن افتقارهم ليس بأشد من غيرهم ، وافتقار الخلق كلهم اليه على حد سواء ، ومن اعتقد غير ذلك أشرك الا اعتقاده كثرة الحوائج وقلتها ، مثل : احتجنا الى الأكل والشرب ، والجماد لا يحتاج إليهما ، والظاهر أنه لا حصر إلا بكثرة الحوائج ، فان الجن لا يأكلون ولا يشربون إلا قليلا من الطعام أو شراب ، أو يكتفون بالشم ، وأيضا الكلام مع من يظهر العناد أو المرد بالناس ما يشمل الجن أو الخلق كلهم اطلاقا لاسم البعض على الكل ، وتغليبا بخطاب العاقل ، أى أنتم أيها الخلق المحتاجون الى الله عز وجل لا الله محتاج اليكم . { والله هُو الغنيُّ } عما سواه عبادة وغيرها { الحَميدُ } المتأهل لأن يحمده ما سواه على نعمه ، اذ هو النافع للمحتاج لجوده ، وذلك العموم أولى من أن يقال هو غنى عن عبادتكم أيها الناس المخصوصون ، أو المطلقون بعبادة غيرهم ، وهم الملائكة ، ولا ينافى العموم ما روى أنه لما ألح صلى الله عليه وسلم عليهم بالدعاء الى الله عز وجل قالوا : لعل الله يحتاج الى عبادتنا فنزلت الآية ، وأكد الغنى عن الخلق بقوله عز وجل : { إنْ يشَأ } إذهابكم { يُذْهبكُم } أيها المشركون أو العرب { ويأتِ بخَلْق جَديدٍ } يعبدونه على استمرار ، أو يذهبكم أيها الناس مطلقا أو الخلق تغليبا لأولى العقل ، ويأت بعالم آخر يعبدونه إذ هو مستغن قادر .