Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 3-3)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يا أيها النًَّاسُ } على الإطلاق أو أهل مكة { اذْكُروا } بالشكر والإذعان { نعْمة الله عَليْكم } نعت نعمة على أن المراد ما أنعم الله به من عافية ومال غيره ، ومنع المضار ، كما أسكنكم الحرم الآمن ، أو متعلق بنعمة على أنه بمعنى الانعام { هَلْ مِن خَالق غيرُ الله } لا خالق لهذه النعم التى أمرتم بشكرها غير الله ، وهل استفهام انكار ، لأنها فى مقام صورة ادعاء النفى ، وإنما يمتنع الإنكار بها فى مقام ادعاء للثبوت نحو : { أفأصـفاكم ربكم } [ الإسراء : 40 ] فيما قيل : والتحقيق أنه يجوز النفى بها ، وخالق مبتدأ ، وغير فاعل أغنى عن خبره أو خبره وغير مبتدأ ، أو غير نعت على المحل ، والخبر محذوف ، أى هل خالق غير الله الله موجود ، أو لكم أو للعالمين . ولا اشكال فى شىء من ذلك باعتبار الصناعة ، أو المعنى ولا مانع لقولك : هل من قائم الزيدان ، ولا مانع من جعل الخير قوله : { يرزقُكُم من السَّماء والأرْض } بالمطر والنبات والثمار ، ولا مانع من جعله نعتا آخر لخالق ، أو خبر ثان لغير ، ولا يجوز أن يكون مستأنفا مع رجوع الضمير فى يرزق الى خالق ، أو غير ، ولا يجوز إلاًَّ الاستئناف ذ جعلنا الضمير لله { لا إله إلاَّ هُو } مستأنف أو حال من ضمير يرزق العائد الى الله سبحانه تعالى { فأنَّى تُؤفكُون } تصرفون ، عطف على لا إله إلا هو ، أو على يرزقكم على أن الضمير فى يرزق لله عطف انشاء على إخبار ، أو جواب لمحذوف ، أى اذا تحقق أنه الرازق والإله فأنى تؤفكون .