Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 59-59)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وامْتَازُوا } انفردوا { اليَوْم } عن المؤمنين وعن كل خير الى النار { أيُّها المُجرْمون } المشركون ، وذكر الضحاك : أن كل كافر فى بيت من نار لا يَرى ولا يُرى بخلاف المؤمنين ، فإن بعضا يجتمع ببعض ، وهذا الانفراد فى البيوت انما هو آخر أمرهم بعد الخصام ، والتحاج المذكور فى مثل قوله : { وإذ يتحاجون في النار } [ غافر : 47 ] أو أراد الضحاك بالكافر الصنف كاليهود وكالنصارى ، كذا قيل ، وفيه أنه لا يتبادر منه أنه أراد بالبيت محلا واسعا مخصوصا بصنف ، وأيضا لا يختص الخصام بالأصناف ، فإن من صنف من يخاصم ، من هو من صنف آخر ، الا أن راعى الغالب ، وقيل امتازوا أمر تكوين يحدث فهم السيما { يعرف المجرمون بسيماهم } [ الرحمن : 41 ] وفيه بعد . وكنت من قبل أن أرى هذا يتبادر لى أن الأمر تكوين لانفرادهم فى الموقف ، والعطف عطف قصة على أخرى ، أو يقدر افرحوا أيها المؤمنون ، وامتازوا أيها المجرمون ، ومن الغفلة أن يقدروا المحذوف بعاطف فيحتاج الى معطوف عليه ، مع أنهم يقدرونه تخلصا من وجود معطوف بلا معطوف عليه ، ويجوز تقدير عاطف ومعطوف هنا ، عطفا على محذوف ، أى يقال للمؤمنين قولا من رب رحيم ، ويقال للمجرمين امتازوا .