Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 71-71)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أو لَم يَروا } إذا لم نجعل الهمزة مما بعد العاطف قدرنا ألم يتفكروا أو ألم يلاحظوا ، أو ألم يعلموا يقينا ولم يروا { أنَّا خَلقْنا لَهُم } اللام للنفع والتمليك ، أو للتعليل والأول أولى { ممَّا عَملتْ أيْدينا } أحدثناه بلا توسط مخلوق فيه ، وهو غير قليل كخلق الأرضين والعرش والكرسى ، والسموات والملائكة ، شبه الاحداث وكونه بالقدرة بصنع الصانع ، وكونه صنعه باليد ففيه استعارة تمثيلية ، أو كنى عن الإيجاد بعمل الأيدى فى شأن المخلوق كالانسان ، ثم استعير عمل الأيدى الاستعارة التمثيلية . وقيل العمل الاحداث وهو حقيقة ، والأيدى القدرة مجازا وعليه فالجمع تعظيم لذلك الصنع العجيب ، كما أن ضمير أيدينا للتعظيم ، ولا قرينة قالية ، ولا حالية ، ولا عهدية ، على إرادة الملائكة بالأيدى ، على أن العمل بالواسطة كنفخهم الأرواح فى الأبدان ، فضلا عن أن يستعار الأيدى لهم ، وأبعد منه استعارة الأيدى لأسماء الله تعالى عملا بالواسطة لكل منها أثر اسم ، ولا يوجد الأيدى بمعنى الملائكة ، أو بمعنى الأسماء فى القرآن ولا فى الحديث ، ولا فى كلام ، واليد بمعنى القدرة أو المتكلم مثلا صحيح معنى ولغة وشرعا فيجب التفسير بذلك ، فمن تركه وجعل ذلك من التشابه كفرار من الضوء الى الظلمة ، ومن العلم الى الجهالة ، وسواء فى ذلك الافرد : كيد الله فوق أيديهم ، والتثنية : كخلقت بيدى ، والجمع كالآية . { أنعاماً } ثمانية خصها بالذكر لكثرة منافعها ، قيل وبدائع فطرتها ، وفيه أن كل حيوان بديع الفطرة ، وكذا غيره نعم ، قال الله عز وجل : { أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت } [ الغاشية : 17 ] وقع عظم الأنعام شأنا ، أخرها بطريق الاهتمام بلهم وبما عملت ، وللتشويق الى ذكر ما عملت أيدينا ، وليتصل ذكرها بذكر ملكها وتذليلها ، والركوب عليها والأكل منها والانتفاع بها والشرب منها { فَهُم لَها مالكون } عطف على خلقنا لهم إلخ ، والفاء لمجرد التفريع ولا خفاء فيه ، إذ لو لم يخلقها لم يملكوها ، ولا يحتاج الى تقدير ، وملكاها لهم فهم لها الخ ، لأن هذا التقدير يغنى عنه قوله عز وجل : { أنا خلقنا لهم } وقيل : مالكون قادرون ، والإعراب واحد ، يقال : ملكت العجين إذا استعمل فيه قدرته ، وأما قوله : @ أصبحت لا أحمل السلاح ولا أملك رأس البعيران نفرا @@ فيحتمل أن المعنى ظاهره لأنه إن نفر فكأنه غير مالك له ، ولو أمسكه لكان فى قبضته ، وأن المعنى لا أستطيعه ، والاستطاعة هنا كالقدرة ، ولام لها للتقوية ، وقد اختلف فى تعليقها ، وقدم للفاصلة ، وبطريق الاهتمام .