Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 145-145)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَنَبذناه } طرحناه أمرنا الحوت بطرحه فالاسناد مجاز عقلى ، والطارح بالفعل الحوت ، والنبذ الطرح قدام أو أمام أو غيرهما ، مع عدم الاعتداء ، والمراد مطلق الالقاء الشامل للالقاء مع احترام استعمال للمقيد فى المطلق ، وذلك أن الله عز وجل لم يطرح قدر يونس بما فعل ، والحوت عارف لقدره باعلام الله عز وجل { بالعَراء } فى موضع خال عن ساتر من بناء وشجر وصخر وغار ونحو ذلك ، بأن مد الحوت نفسه من البحر ، فألقاه بلين أو مشى فى البر فألقاه كذلك ، ورجع حيا الى البحر بإذن الله عز وجل . روى أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أن الحوت نزل بيونس حتى وصل الأرض ، وسمع تسبيح الأرض ، فنادى أن لا اله إلا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين ، فانتهى صوته الى العرش ، فقالت الملائكة : يا ربنا إنا نسمع صوتا ضعيفا من بلاد غربة ، قال سبحانه وتعالى : وما تدرون ماذاكم ؟ قالوا : لا يا ربنا ، والله عالم بأنهم لا يدرون ، قال : ذلك عبدى يونس ، قالوا : الذى كنا لا نزال نرفع له عملا مقبولا ، ودعوة مجابة ؟ قال : نعم ، قالوا : يا ربنا ألا ترحمه بما كان يصنع فى الرخاء وتنجيه من البلاء ؟ قال : بلى فأمر الله عز وجل الحوت فلفظه " ، وذلك فى البحر المالح ، لما روى أنه طاف به فى البحار السبع ، وروى أنه نبذه على شاطىء دجلة ، أى مما يلى البحر المالح ، والله أعلم بمقدار مكثه ، فقيل : ثلاث ليال ، وثلاثة أيام ، وعن سعيد بن جبير : سبعة أيام ، وعن الضحاك عشرون يوما ، وعن ابن عباس أربعون ، ولا أكل له ولا شرب فى ذلك كله كالملك . { وهُو سَقِيمٌ } بمكثه فى البطن ، ورقة جلده لذلك كالجنين ، وزعم بعض أنه ما بين الضحى والعشية .