Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 177-179)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فإذا نَزَل } العذاب { بسَاحَتهِم } العطف على محذوف أى أخطأوا فاذا نزل بساحتهم لم يقدروا على شىء من رده ، وهو واقع ، ولا بد ، والساحة المكان الواسع عند الدور ، أو فى قربهم ، وذلك المراد أو المكان الواسع مطلقا ، وليس مرادا فى الليل ، ويقال : نزل بساحته ، أى نزل به وهو المراد ، شبه العذاب بجيش هجم على قوم غافلين ، مع أنهم أنذروا ، وذلك مكنية ، والنزول تخييل باق ، أو استعارة ، والأولى حمل الكلام على الاستعارة المركبة ، فانه لا يعدل عنها ما وجدت بلا تكلف ولا تكلف هنا . { فساء صباحُ المُنْذرين } المخصوص بالذم محذوف ، أى صباحهم والصباح مطلق الوقت ، ووجهه أن أكثر وقائع العرب تكون صباحا ، وكثيراً ما يسمون الغارة صباحا إطلاقا لاسم الزمان على ما وقع فى الزمان ، ويجوز حمل الآية عليه ، وأل للجنس لا للعهد لتفاد فائدة المخصوص بعد العموم ، وقيل ضمير نزل للنبى صلى الله عليه وسلم ، فيراد نزوله يوم الفتح ، ويجوز أن يفسر ببدر لأنه لا يشترط فى نزل كذا بساحة كذا الدور أو المنازل ، بل يكنى به عن مطلق نزول السوء مطلقا ، ولا سيما أن للمشركين خيما ومنازل ، أو لا يفسر بنزوله على خيبر ، ولو قال حين نزوله عليها : " الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين " لأن آية السورة مع مشركى مكة ، وهى متقدمة النزول على حصار خيبر ، نزلت قبل فحكاها عنده ، وزاده تسلية وتأكيدا لعظم مساره ومضار عدوه بقوله : { وتولَّ عنْهُم حتَّى حين * وأبْصِر فَسَوف يُبْصرون } حتى كأنها تسلية جديدة ، ويحسنها أيضا الفصل بما يغيظهم وهو قوله تعالى : { أفبعذابنا } [ الصافات : 176 ] الى " المنذرين " وأجيز أن يراد بالأول عذاب الدنيا ، وبالآخر عذاب الآخرة ، ويناسبه التغاير بحذف مفعول أبصر فى الثانى ، وهو بالآخرة أنسب لبعدها باعتبار الدنيا .