Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 59-59)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إلاَّ موتتنا الأولى } التى متناها فى الدنيا ، ولا يرد على الحصر موت عقب إحيائه للسؤال ، وعلى رجوع الأرواح ، لا يراد موتهم فى أربعين عاما قبل البعث لسهولته ، والواضح أن الكافر يعذب فى قبره ، المؤمن يتنعم ، ما فى الأربعين ، وما يتصور قبلها لبعض ليس موتا ، بل إنامة وعلمهم بأنهم لا يموتون ناشىء من سماعهم من الأنبياء والعلماء والكتب أنهم لا يموتون ، وقول الملائكة : { فادخلوها خالدين } [ الزمر : 73 ] وقولهم : { ادخلوها بسلام آمنين } [ الحجر : 46 ] أى بسلامة وأمن من الآفات والموت والخروج ، ولا مانع عقلا أو شرعا أن يمثل لهم الموت بكبش أملح يعرفه أنه الموت أهل الجنة وأهل النار بعد استقرارهم فيهما ، يطلعون عليه فيذبح ويقال : يا أهل الجنة ويا أهل النار خلود لا موت ، فيتذكر من نسى أنه لا موت بل ذهل ، ويزاد أهل الجنة فرحا ، وأهل النار حزنا ، ولا يتصور لأهل الجنة أن ينسوا أنه لا موت فيصيبهم هم خوف الموت ، لأن اهل الجنة لا هم لهم ، وأما أن يرد الله عز وجل الموت الذى هو معنى جسما فيكون كبشا ، فلا يجوز عندنا ، ولا يصح حديث به على ظاهره ، بل على التمثيل . { وما نحن بمعذِّبِين } كما تعذب أنت أيها القرين وأصحابك من أهل النار ، ومن أشد العذاب زوال النعمة ، فرزقنا المعلوم لا يزول ولا ينقص ، وقوتنا وشبابنا لا يعقبهما نقص ولا ضعف ولا هرم ، وإنما قيل ذلك بدل من أن يقال : نعيمنا دائم ، لأن دفع الضر أهم من جلب النفع والتخلية قبل التحلية ، ولأن نفى العذاب أسرع خطورا ببال من ليس فى عذاب ، عند مشاهدة من يعذب كالقرين ، وقيل : { أفما نحن بميتين } [ الصافات : 58 ] الخ من كلام أهل الجنة المتقابلين .