Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 65-65)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ طَلْعُها } حملها { كأنَّه رءوس الشياطين } فى قبح الصورة وكراهة المنظر ، والعرب تكره الشياطين وتصفها بالخبث من كل وجه ولا يرون فيها خيرا البتة ، واذا كرهوا شيئا قالوا : وجه شيطان ، وبأس شيطان ، مع أنهم لم يروا شيطانا ، ألا ترى الى قوله : @ ومسنونة زرق كأنياب أغوال @@ ولم ير الغول قط ، كما أنه طبع فى الناس اعتقاد حسن الملك صورة وخيره كقولهن : { إن هذا إلا ملك كريم } [ يوسف : 31 ] ولم يرين الملك ، ويبعد ما قيل المراد الشياطين بعد دخول النار ، تزداد أجسامهم شوهة فشبه بها ، لأن المخاطبين فى الدنيا لما يعرفوا بحالها بعد الدخول ، وانما يحمل عليها لو لم نجد غير ذلك ، وكذا يبعد الحمل على شجرة كريهة المنظر بناحية اليمن ، تسمى الاستن ، وتسمى الصوم ، لأنه لم تعرف تسميتها برأس الشيطان ، ولو ورد اسمها فى قوله : @ تحيد عن استن سوداء سافله مثل الإماء الغوادى تحمل الجزما @@ وقوله : @ موكل بشذوف الصوم يرقبه من المغارب مهضوم الحشا زرم @@ يصف وعلا يظن هذه الشجرة قناصا وهو يحاذره ويبعده ، تفسيرها بحية ذات عرف ، إذ لم تسم باسم شيطان ، ولو ورد كقوله : @ عجيز تحلف حين أحلف كمثل شيطان القماط أعرف @@ وقوله :