Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 26-26)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يا داود إنَّا جَعَلناك خَليفةً } عنا أو عن الأنبياء قبلك ، وغير الرسول خليفة عمن قبله ، لا يقال عن الله الا توسعا { في الأرْض } فى الحكم بالحق ، وقتال العدو كما قيل : ادعى ابنه ايشا الملك فى أيام بكائه وتبعه أهل الزيغ من بنى اسرائيل وأفسد ، ولما غفر له وقام قاتلهم وهزمهم ، والجملة مفعول لحال من الضمير فى غفرنا ، أى قائلين : يا داود ، ومفعول لمعطوف أى غفرنا ، وقتلنا يا داود ، وفى الآية كما قال ابن العربى دلالة على احتياج الأرض للخليفة ، ولا واجب على الله . { فاحْكُم بيْن النَّاس بالحقِّ } بما شرعه الله ، ومن التكلف أن يقال : الحق اسم الله فيقدر بحكم الله اذا احتيج الى تقدير ، المضاف وهو حكم فاستغن عن تقديره بتفسيره الحق بالشرع ، وهو الحكم ، ولا سيما قوله : { ولا تتَّبع الهَوَى } يناسب تفسير الحق بالشرع ، وهو حكم الله تعالى ، والمراد : دم على الحكم بالحق ومخالفة الهوى لا تتبعه فى الدين ولا فى الدنيا ، كما فانه ما حكم بالجور قط ، ولا اتبع هواه فيه ، وقد يقال : المراد بالهوى مثل ما صدر عنه ، وغفر له ، ويقال نفس خطؤه فى كفه لئلا ينساها ، وكلما رآها اضطربت يداه ، وما رجع رأسه الى السماء بعدها حتى مات . وكل من الأمر بالحكم ، والنهى عن اتباع الهوى مفرع على جعله خليفة فى الأرض ، لأن استخلافه يقتضى أن لا يملكه أحد غيره { فيضلُّك عَن سَبِيل الله } أى عن الدلائل الدالة على توحيده ، سبحانه وتعالى { إنَّ الَّذين يضلُّون عن سَبيل الله } أى عن الايمان بالله تعالى ، ولا يتبعون الطريق القويم الذى يدعو الى الايمان ، والوصول الجنة . { لَهْم عذابٌ شَديدٌ بما نَسُوا } أى لهم عذاب مؤلم بسبب نسيانهم ، وبعدهم عن الهداية والرضا { يَوم الحِسَاب } يوم القيامة المرتب عليه تركهم الايمان ، ولو أيقنوا وآمنوا بيوم الحساب ، لآمنوا فى الدنيا واتبعوا الرسل .