Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 44-45)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وخُذ بيدكَ } اليمنى لقوتها فى الضرب ، والعطف على اركض { ضِغْثاً } جملة محزمة من حشيش أو ريحان أو عثكال النخل ، كما عن ابن عباس وهو الصحيح ، لمجيئه فى الحديث ، أو الأثل أو من تمام فيها مائة عود لا تسعة وتسعون عودا نابتة على عود واحد هو تمام المائة ، لأن ذلك لا تصل معه الضرب بها كلها الجسد { فاضْرب به } ظهر زوجك التى حلفت أن تجلدها مائة جلدة ، رحمة بنت أفرائيح ، أو رحمة بنت ميشا بن يوسف ، أو ليا بنت يعقوب ، أو ماخير بنت ميشا بن يوسف روايات ، ذهبت لحاجة فأبطأت وحلف ليضربنها مائة ، أو قال لها الشيطان قل له يقل كذا مما هو محرم ، فقالت له : قل كذا واستغفر ربك فتشفى . { ولا تحْنَثْ } نهى عن الحنث فضربها كذلك فبرَّ يمينه ، وذلك مختص بأيوب عليه السلام عند مالك ، وقال الشافعى : عام ولا مانع من بقائه فى المرض فقط ، لما روى أن مقعدا أقر بالزنى ، فأمر صلى الله عليه وسلم أن يضرب بعثكول فيه مائة شمراخ ضربة واحدة ، وكما روى أنه صلى الله عليه وسلم أمر أن يفعل ذلك بشمراخ فيه مائة فى مريض أشفى على الموت ، أصاب فاحشة فضرب به ضربة واحدة ، وكذا فى شيخ كبير ظهرت عروقه من الكبر قد زنى { إنَّا وَجَدناهُ صابراً } على ما أصابه فى بدنه وماله وأهله ، والدعاء بالشفاء مع عدم الجزع غير مخرج عن الصبر ، ويروى أنه كان يقول : إلهى قد علمت أنه لم يخالف لسانى قلبى ، ولم يتبع قلبى بصرى ، ولم يلهنى ما ملكت يمينى ، ولم أكل الا ومعى يتيم ، ولم أبت شبعانا ولا كاسيا ومعى جائع أو عريان ، فشفاه الله تعالى . { نِعْم العَبْد } أيوب { إنَّه } لأنه { أوَّاب * واذْكُر عِبادنا إبْراهيم وإسحاق ويعْقُوب أولي الأيْدي والأبصار } أولى نعت للثلاثة أو نعت لعبادنا ، والأيدى جمع يد بمعنى القوة ، أى القوة فى الدين مجاز عن يد البدن ، لأنه آله القدرة ، والأبصار جمع بصر بمعنى العلم الجليل ، أو الادراك الدينى التام ، مجاز عن بصر الوجه المدرك للاشياء بالرؤية أو الأيدى النعم ، والمراد النبوة والرياسة الدينية والدنيوية ، الاحسان الى الناس ، والمفرد يد مجاز أيضا عن يد البدن ، لأن الاعطاء بها ، والأخذ بها ، والكسب والابصار كما مر بمعنى البصائر ، وحاصل ذلك استعمال الظاهر والباطن فى أمر الدين ، ومن لم يكن كذلك فهو كالمريض الذى لا يعمل ومسلوب العقل الذى لا يستبصر .