Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 70-71)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إن يُوحَى إليَّ إلاَّ أنَّما أنا نذيرٌ مُبينٌ } أى إلا أنت نذير مبين ، أى ظاهر أو مظهر لما خفى من الحى ، والجملة معترضة بين إجمال اختصاصهم المذكور وتفصيله فى قوله : { إذْ قال ربُّك للملائكة } إلخ شامل لإبليس إذ نشأ فيهم كواحد منهم ، أو هو من ملائكة يسمون جنا ، ونائب فاعل بوحى المصدر من قوله : " أنا نذير مبين " وإن جعلناه ضمير حال الملأ الأعلى ، أو ضمير ما يوحى اليه على العموم ، أو جعلناه الى قدر حرف التعليل قبل ، إنما أى ما يوحى إلى َّ حال الملأ ، أو ما يوحى الىَّ ما يوحى ، أو ما يوحى إلى إلا لأنما أنا نذير مبين ، أى إلا انحصار شأنى فى النذارة غير خارج الى الكذب والسحر ، فالحصر إضافى ، وإذ قال بدل من : { إذ يختصمون } [ الصافات : 69 ] بدل كل ، أو بدل بعض ، لأنه قد لا يحتاج بدل البعض أو الاشتمال الى الراب ، أو مفعول لا ذكر ، وأسند الاختصام الى الملأ الأعلى ، مع أن التقاول كان بينهم وبين الله تعالى كما قال : { إذ قال ربك } لأن القائل ملك عن الله يختصم مع سائر الملأ . وإسناد القول الى الله مجاز ، واعتقاد أن الله من الملأ الأعلى حرام ، فالملك قاول عن الله تعالى مع سائر السجود ، ومع آدم فى قوله : { أنبئهم بأسمائهم } [ البقرة : 33 ] وقيل : اختصام الملأ الأعلى اختصام الملائكة فى الدرجات والكفارات ، أوحى الله سبحانه وتعالى اليه ، أو ألهمه أن الدرجات اطعام ، وافشاء السلام ، والصلاة بالليل والناس نيام ، وأن الكفارات إسباغ الوضوء على المكاره ، وانتظر الصلاة بعد الصلاة ، ونقل الأقدام الى الجماعات ، ومن فعل ذلك عاش بخير ، ومات بخير ، وخرج من خطاياه كيوم ولدته أمه . وفى رواية قلت لبيك وسعديك ، فعلمت ما بين المشرق والمغرب ، ويروى : فأوحى الله تعالى اليه : سل يا محمد فقال : " اللهم إني أسألك فعل الخيرات ، وترك المنكرات وحب المسكين وأن تغفر لى وترحمنى وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضنى اليك غير مفتون ، اللهم انى أسألك حبك وحب من أحبك ، وحب عمل يقربنى اليك " قال صلى الله عليه وسلم : " تعلموهن وادرسوهن فانهن حق " ومن الفتنة دعوى أن لله أنامل ، وأنهن باردة ، وأنه وضعهن بين كتفيه صلى الله عليه وسلم ، أنه وجد بردها بين ثدييه ، وأنه تعالى جاءه فى صورة حسنة ومن أحبه الله ، ورد مثل هذه البدع فلا بأس ، وله ثواب عظيم ، ومعنى اختصاصهم فى الدرجات والكفارات اختلافهم فى قدر ثوابهن ، لكن لا يظهر تفسير الاختصام فى الآية بذلك ، لأنه لا يعرفه أهل الكتاب ، ولا يسلمه المشركون ، فهو اختصام آخر غير مراد فى الآية ، وقيل اختصامهم مناظرتهم فى استنباط العلوم كالعلماء الآدميين ، والذى يظهر وتنص عليه الأحاديث أن شأنهم غير هذا وأنه فى شأن آدم . { إنِّي خَالقٌ } فيما يأتى ، وخالق أقوى من أخلق { بَشَراً } جسما كثيفاً ماسا ممسوسا ، وظاهر الجلد غير مكسو بشعر ، أو وبر أو صوف لا جسما لطيفا كالملك { مِنْ طِينٍ } وفى آية أخرى : { من تراب } [ آل عمران : 59 ] وفى آية : { من صلصال من حمأ مسنون } [ الحجر : 26 ، 28 ، 33 ] وفى أخرى : { من عجل } [ الأنبياء : 37 ] فى وجه ، وذلك مختلف المفهوم متحد الماصدق ، وظاهرا لآية أنه ذكره لهم باسم البشر ، وفى آية أخرى باسم الخليفة ، وذكر بعض المحققين أنه لم يذكره لهم باسم البشر ، إلا أنه فى نفس الأمر بشر ، وعلى كل حال هو آدم عليه السلام .