Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 56-56)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أنْ تقُولَ نْفسٌ } عند الموت ، ويوم القيامة عند مشاهدة أهوالها ، وعند تطاير الصحف ، وظهور ما للمؤمنين من الخير ، وخفة الحساب ، ومصدر تقول مفعول من أجله على حذف مضاف ، وناصبه محذوف ، أى أمرتكم باتباع أحسن ما أنزل كراهة قول نفس ، والمراد بالكراهة عدم الرضا ، وقيل : منصوب باتبعوا أو أنيبوا ، بناء على عدم اشتراط اتحاد الفاعل فى نصب المفعول من أجله ، ويغنى عن أن يقدر المضاف تقدير لا النافية ، ولام التعليل ، وان شرط فقد فاجرره باللام ، أى لئلا تقول ، وتنكير نفس للتبعية أو للجنس ، وكل نفس تخاف أن تكون مرادة أو داخلة فى هذا الجنس ، وكفى بهذا وعيداً ولا يظهر أن يكون المراد التكثير ، لأنه لا يتبادر من العبارة ، ولا يدل عليه دليل ، ولو صح المعنى ، وأما الكثرة فى قوله : @ ورب بقيع لو هتفت بجوه أتانى كريم يفض الرأس مغضبا @@ فانما هو من تقدير فوج لا من لفظ كريم ، أى من فوج كريم { يا حَسْرتا } يا حسرتى من فوت الجنة ، أو من دخول النار ، أى أحضرى فهذا وقتك ، أبدلت الياء ألفا والمراد جنس الحسرة ، وقيل : المراد الكثرة { عَلَى مَا } مصدرية { فَرَّطْت } بسبب تفريطى ، أى تقصيرى { في جَنْبِ الله } أى جانبه ، أى جهته مجازاً على حذف مضاف أى فى جنب طاعة الله ، أو فى حقه تعالى ، وهو عبادته وترك معاصيه ، فأطلق الجنب على الحق على الاستعارة التصريحية ، وذلك أن ما للشىء يكون بجانبه تعالى الله عن كل ما لا يوصف به { وإنْ } مخففة واللام بعدها فارقة { كُنْت لِمَن السَّاخرين } عطف على يا حسرتا وتقول : إن كنت الخ ، وذلك أولى من كونه حالا من تاء فرطت ، والمراد التحزن لا مجرد الاخبار بأنه من الساخرين ، أى المستهزئين بدين الله عز وجل وأهله فى الدنيا .