Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 74-74)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وقالُوا } عطف على جواب اذا ، أو على { وقال لهم خزنتها } [ الزمر : 73 ] قيل أو على محذوف ، أى فدخلوها وقالوا ، والحكمة فى تقديره ذكر الحمد على الدخول ، والمناسبة لقوله : { فادخلوها } [ الزمر : 73 ] وهذا المقدر عطف على قال لهم خزنتها { الحَمْد لله الَّذي صَدَقنا وَعْده } بالبعث ، وادخال الجنة { وأوْرثَنا الأرض } أرض الجنة ، جعلنا مالكين لها كما يملك الوارث ما يرث ، ولا فرق بين الجنة والدنيا ، فان كل ما فيهما ملك لله حقيقة يملكه لمن يشاء ، بمعنى يجعله متصرفا فيه ، أو جعلنا الله وارثين لها من الأشقياء ، فان لكل شقى فى الجنة ملكا وأهلا يرثها السعيد ، ولكل سعيد مكانا فى النار يرثه الشقى ، وقيل : لا ملك فى الجنة كملك الدنيا ، انما هو فى الجنة اباحة التصرف الدائم فقط ، ألا ترى أنه لا يبيع أحدهن أهل الجنة شيئا من ملكه لغيره ، ولا يهبه ولا يبدله ، قلت : بل هو تمليك أعظم من تمليك الدنيا ، وعدم نمو البيع لغبطة كل أحد بملكه ، وعدم اشتهاء هذا ملك هذا ، وعدم أن يرى أنه دون غيره . { نَتبوَّأ } ننزل { مِن الجنَّة } فى الجنة أو نتبوأ أمكنة ثابتة من الجنة ، اى بعض الجنة { حَيثُ نَشَاءُ } بدل من أمكنة المقدر ، ولا بأس باتخاذ موضع فى موضع أوسع ، تقول اتخذت موضعا فى بلد كذا يبقى من الجنة مواضع واسعة من شاء اتخذ منها ما شاء ، والآية فى هذا { فَنْعم } بسبب ذلك { أجْر العاملينَ } بأمر الله والمخصوص محذوف أى صدق وعد الله وايراثه ايانا الأرض والتبوُّؤ بخلاف أهل النار ، فلا عمل لهم بأمر الله تعالى ، فلم يستحقوا ذلك ، بل النار وذلك من كلام أهل الجنة ، وقيل : من كلام الله عز وجل ، وعليه فالعطف على محذوف أى هنىء لكم ذلكم ، فنعم أجر العاملين .