Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 149-150)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إن تُبْدُوا خيْراً } طاعة لله أو إحسانا إلى الخلق ، من فعل أو قول ، كائنا ما كان ، وقيل ، قولا حسنا ، شكرا لمن قال فيكم ، أو مالا ، وإبداؤه إظهاره بالتصدق به ، وقابل قوله سميعاً عليماً بهذا وبقوله { أَوْ تُخْفُوهُ } عن الناس ، أو تغرموا عليه ، وكل من الإبداء والإخفاء تمهيد لقوله { أَوْ تَعْفُوا عن سُوءٍ } صادر إليكم من غيركم ، والمقصود بالذات ذكر العفو لمناسبته ، لقوله ، لا يحب الله الجهر إلى قوله ، إلا من ظلم ، والجواب محذوف ، تقديره يجاركم ، أو يثبكم على ذلك ، أو فذلكم أولى لكم { فَإِنَّ } لأن { اللهَ كانَ عَفُوَّ } كثير العفو وعظيمه عن العصاة إذا تابوا ، وهو صفة مبالغة كصبور وغضوب { قَدِيراً } عظيم القدرة على الانتقام والثواب ، وقيل عفو عن من عفا ، قدير عَلَى إيصال الخير إليه ، والآية حث عَلَى العفو فى القدرة بعد إباحة الانتقام ، وتعليم لنا أن نقتدى به إذ عفا ، مع أنه قادر ، كقوله تعالى : { فلا يسرف فى القتل } [ الإسراء : 33 ] ، وقوله تعالى : { ولئن صبرتم لهو خير للصابرين } [ النحل : 126 ] ، والمراد بإبداء الخير غير العفو عن السوء ، أو أراد ما يعمه ، فذكره تخصيص بعد تعميم لمزيته وفضله ، ومن كفر برسول الله صلى الله عليه وسلم من المنافقين وغيرهم كاليهود والنصارى إذ كفروا ببعض الأنبياء وبعض الكتب وآمنوا ببعض فقد كفر بالله وبكل رسول كما قال : { إنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقَوا بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ } بأن يؤمنوا بالله ويكفروا ببعض رسله وكتبه ، وهم اليهود والنصارى { وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ } كما كفرت النصارى بالتوراة وموسى ، واليهود بعيسى والإنجيل ، وكما كفر اليهود والنصارى بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وَيُرِيدَّونَ أَن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً } بين الإيمان والكفر ولا واسطة ، ومن كفر بنبى أو كتاب فقد كذب بالأنبياء كلهم .