Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 56-56)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأيآتِنَا } المعهودون ، والآيات القرآن ، أو للكفار مطلقا ، والآية كذلك فيدخل المعهودون والقرآن وبالأولى { سَوْفَ نُصْلِيِهمْ نَاراً } ندخلهم إياها ، سوف للوعيد والتهديد ، كالسين فى قوله تعالى : { سأصليه سقر } [ المدثر : 26 ] ، ولتأكيد الوعد كقوله تعالى : { ولسوف يعطيك ربك } [ الضحى : 5 ] { كُلَّمَا نَضَجَتْ } احترقت وصارت كأنها لحم مطبوخ { جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جَلُوداً غَيْرَهَا } رددناها بنفسها على صورتها الأولى ، فسمى ردها إلى الصورة الأولى عن الصورة المغيرة هى إليها تبديلا ، أو رددناها بنفسها إلى صورة أخرى غير الأولى وغير الصورة المتغيرة ، وهكذا صورة بعد صورة بلا تناه ، وعنه صلى الله عليه وسلم : " يبدل جلد الكافر فى كل ساعة مائة مرة " ، وعن عمر مرفوعا ، " مائة وعشرين " ، وكذا قال كعب ، وقال الحسن : سبعين ألف مرة فى اليوم ، والجلد فى ذلك واحد هو الأول ، كما تقول صغت من خاتمى خاتما غيره ، وصغت من خاتمى قرطاً ، والجسم واحد ، كما روى أن الروح تقول للجسم بك صرت هنا وأنت الفاعل ، ويقول الجسم أنت الآمر المتصرف ، وإنما تتغير الصفة ، ومن ذلك أن يفسر التبديل بإزالة أثر الإحراق ، فيعود الإحساس تاما كالأول ، وعن ابن عباس ، يبدلون جلوداً بيضاء كالقراطيس وتحرق ، وهكذا أو يبقى التبديل على ظاهره ، ولا ظلم فى ذلك لأن المتألم القلب لا ذلك الجلد المحدث غير الذى هو عليه فى الدنيا على هذا ، ويناسب أنه غير الأول لأن من أهل النار من يملأ زاوية من جهنم وأن سن الجهنمى كجبل أحد ، وأن طول السعيد ستون ذراعاً ، وعرضه سبع ، وأجيب بأن ذلك كله هو ما فى الدنيا ينمو { لِيَذُوقُوا العَذابَ } ليدوم ذوقه ، ويتجدد حزنهم كلما بدلت ، ولو أبقى جلدا واحدا محترقا لم يحس ولله أن يفعل ما شاء ، ولو شاء لأوصل العذاب مع بقائه محترقا ، أخبرهم الله عز وجل بالتبديل دفعا لما يتوهم من أن احتراق الجلد يمنع الاحتراق لما وراه { إنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزاً } غالباً على جميع الممكنات { حَكِيماً } لا يفعل إلا الصواب ، ومن هذا شأنه لم يبعد مع كرمه ورحمته أن يعذب الضعيف العاصى بهذا العذاب الدائم العظيم ، لأن ذلك من حكمته ولا يخلف الوعد ولا الوعيد .